الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الجميع يعذبون قبل دخول الجنة حاشا الأنبياء والشهداء

السؤال

أعرف أناسا يقولون إن كل مسلم يجب أن يعذب في النار قبل أن يدخل الجنة إلا الأنبياء والشهداء، فما حكم هذا الكلام؟ وهل هو قنوط من رحمة الله؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذا القول غير صحيح، فإن من عباد الله من ليس من الأنبياء ولا من الشهداء يدخل الجنة دون عذاب ولا حساب فقد جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل له: هذه أمتك ومعهم سبعون ألفاً يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب.

وروى الطبري بسنده في التفسير عن ابن عباس عند قول الله تعالى: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ـ قال هم أمة محمد صلى الله عليه وسلم ورثهم الله كل كتاب أنزله، فظالمهم يغفر له، ومقتصدهم يحاسب حساباً يسيراً، وسابقهم يدخل الجنة بغير حساب.. وعن ابن مسعود أنه قال: هذه الأمة ثلاثة أثلاث يوم القيامة: ثلث يدخلون الجنة بغير حساب وثلث يحاسبون حساباً يسيراً، وثلث يجيئون بذنوب عظام، حتى يقول: ما هؤلاء، وهو أعلم تبارك وتعالى، فتقول الملائكة: هؤلاء جاءوا بذنوب عظام إلا أنهم لم يشركوا بك، فيقول الرب: أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي، وتلا عبد الله هذه الآية: ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا.

أما القنوط من رحمة الله فهو اليأس منها.. وانظر الفتوى رقم: 71116.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني