الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لمن أراد سلوك طريق الاستقامة

السؤال

أحاول أن أصلي وألتزم ولكن لا أستطيع، مع العلم بأني واع تماما أن كل ما أفعله حرام أو منكر. أحس بأن شيئا يمنعني بشدة، وشهوتي تزداد يوما عن يوم. استعملت جميع السبل للالتزام، وبعد فترة أرجع كما كنت. ساعدوني.
ولكم جزيل الشكر والله ولي التوفيق وادعوا لي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أنك لم توف طلب الاستقامة حقه، فإن من جد في تحصيل الاستقامة وأخلص لله تعالى وقصده بصدق، وكان جادا في تحصيل هذا المطلوب لم يخطئه توفيق الله تعالى له ولم يحرمه الله معونته، فإنه سبحانه وعد من جاهد نفسه فيه أن يهديه كما قال سبحانه ولا أحد أصدق منه قيلا: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}. وأخبر سبحانه أنه من تقرب منه شبرا تقرب الله منه ذراعا، ومن تقرب منه ذراعا تقرب الله منه باعا، ومن أتاه يمشي أتاه الله تعالى هرولة.

فما عليك إلا أن تصدق مع ربك تعالى فإن من صدق الله صدقه الله، وتجاهد نفسك مجاهدة حقيقية مخلصا في ذلك لربك تعالى، وثق أن التوفيق أقرب شيء إليك إن أنت سلكت هذا السبيل. واجتهد في دعاء الله تعالى والابتهال له أن يهديك صراطه المستقيم فإن الهدى هدى الله. واصحب أهل الخير وتجنب صحبة أهل الشر، فإن صحبة الأخيار من أعون الأشياء على الاستقامة. وأكثر من الفكرة في الموت وما بعده، والموقف بين يدي الله تعالى مستحضرا أنك مسؤول عن كل شيء تفعله وأن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، واعلم أن ترك الصلاة من أكبر الذنوب وأعظم الموبقات حتى إنه ليعد كفرا ناقلا عن الملة عند بعض أهل العلم، وانظر الفتوى رقم: 130853.

نسأل الله أن يهديك لأرشد أمرك وأن يرزقك التوبة النصوح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني