الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم ذكر الله أثناء المعصية يختلف عنه في مكان فيه معصية

السؤال

كنت قد قرأت في موقعكم الكريم أن ذكر الله أثناء المعصية أقله الحرمة، لذا فاستفتائي عن التواجد في مكان فيه شيء مما عمت به البلوى، فمثلًا البيت إذا وجدت فيه صورة مرسومة لذوات الأرواح، أو المسجد إن وجد فيه طفل صغير بملابس عليها نفس الأمر من الصور، أو غير ذلك، فهل يجوز في حال تواجدي في مكان كهذين قراءة القرآن، أو التسبيح أو التهليل أو الحمد أو التحية بتحية الإسلام أو قول الله أعلم أو ما شاء الله أو كتابة سؤال مثل هذا بما يحتويه من كلام شرعي أو قراءة أو سماع فتاوى وكلام ديني؟ لأنني قرأت في موقعكم أن الصلاة تصح مع الكراهة ـ مع الإثم رغم أن الصلاة لا تخلو من الذكر الكثير ـ في مكان فيه وفيه وفيه... بينما تفضلتم بأن الذكر أثناء المعصية ليس هينًا، وأقله التحريم، فهل أفهم من ذلك أن: أثناء المعصية يختلف عن مكان فيه معصية؟ وهل يصبح الإنسان عاصيًا أصلًا بمجرد تواجده في مكان كالمذكور؟ إذن فلا يمكنه الذكر في مكان كهذا؟ وهل أنا هكذا موسوس في هذا الأمر؟ وماذا أفعل بتلك الأشياء التي ليست ملكي ولا أستطيع أن أخرجها؟ أظن أن هذا السؤال جديد لمتابعتي بفضل الله للموقع، لذا أرجو عدم الإحالة، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن حكم ذكر الله أثناء المعصية يختلف عنه في مكان فيه معصية، والواجب على من كان في مكان يعصى الله فيه أن ينكر حسب استطاعته، وإلا فلينكر بقلبه ولا يقر المعصية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان. رواه مسلم.

وأما الامتناع عن ذكر الله في المسجد أو في البيت لوجود صور أو طفل يرتدي ملابس عليها صور فهذا ضرب من الوسوسة والهذيان، فهذه المخالفات لا تمنع من ذكر الله وإتيان المساجد، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 109307.

وأما الأشياء التي ليست في ملكك فواجبك هو الإنكار على أصحابها بقدر استطاعتك، وإن لم يستجيبوا فقد أديت ما عليك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني