الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقصير الأب في شؤون أولاده لا يسقط حقه في البر

السؤال

أبي طلق أمي وهي حامل في الشهر الثالث ولم أره إلا 3 مرات في حياتي، وأنا متزوجة ولدي أطفال وعمري 27 سنة، وقمت بزيارته أنا وزوجي مرة أو مرتين وهو لم يأت لزيارتي أبدا، مع العلم أنه متزوج ولديه أبناء، وللعلم فأبي مرتاح جدا ماديا ولكنه وضع جميع أملاكه باسم زوجته خوفا من أن أشاركهم في الرزق، وأنا أعيش في بلد غربي وسأعود للبلد قريبا، وزوجي يقنعني بأن أعود وأقوم بزيارة عائلة أبي وأنا أرفض الموضوع، وعازمة إذا اجتمعت به أن أشتمه وأهينه، لأنه وكما سمعت أدخل جميع أبنائه في الجامعات وحرمني من إكمال جامعتي لسوء وضع والدتي المادي وهو لا يريد مساعدتي، فهل بذلك أقوم بقطع رحمي؟ لذا لم أذهب لزيارته؟ وهل قمت بأي سيئة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان الأمر على ما ذكرت وكان والدك موسرا في فترة صغرك وأنت فقيرة فإنه يعتبرتاركا لواجبه مقصرا في حق من هو تحت مسؤوليته، ولكن تقصيره ذلك وتفريطه في واجبه لا يسلبه حقه عليك في البر والإحسان، وما يتبع ذلك من التواضع وخفض الجناح والمصاحبة بالمعروف، فالله عز وجل قد قرن بين عبادته والإحسان للوالدين، فقال سبحانه: وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا {الإسراء:23}.

وعقوق الوالدين ـ و إن أساءا لأبنائهم ـ من أكبر الكبائر، قال صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: ثلاثاً: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين... الحديث أخرجه البخاري ومسلم.

فحق الوالدين من البر والإحسان عظيم، ولا يسقط بتقصيرهما في حق أبنائهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها. أخرجه البخاري.وأعظم الرحم حقا الوالدان، وانظري الفتوى رقم: 56766.

فعليك بتقوى الله وصلة والدك والتخلي عن أي تفكير يتنافى مع ما أوجبه الله عليك تجاهه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني