الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى حبوط العمل وأنواعه، وأحكام ذنوب الخلوات

السؤال

ما معنى أن يحبط عمل المسلم؟ وهل ذنوب الخلوات تخرج الإنسان من التوحيد؟ وهل من شفاعة لأصحاب ذنوب الخلوات؟ وهل تحسب الأعمال الصالحة قبل ذنوب الخلوات في ميزان حسنات الإنسان إذا استغفر بعدها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمعنى إحباط العمل: إبطاله وإذهاب أجره، وإحباط الأعمال على قسمين: إحباط كلي: وهو إحباط الشرك لثواب كل طاعة عملها الشخص, كما قال تعالى: لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ {الزمر:65}، وإحباط جزئي هو: إحباط موازنة بحيث تحبط المعاصي ثواب الحسنات عند رجحانها عليها إلى أن يعود له ثوابها، وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 57512.

وإحباط ذنوب الخلوات للعمل الصالح قد بينا وجهه ومعناه في الفتوى رقم: 140804.

ولا تخرج ذنوب الخلوات من التوحيد إلا ما كان كفرًا بالله تعالى، وموجبات الردة قد بيناها في الفتوى رقم: 146893.

والشفاعة نائلة - إن شاء الله - من مات لا يشرك بالله شيئًا - سواء كانت لهم ذنوب خلوات أم لا -.

ومن ارتكب ذنبًا في الخلوة أو غيرها ثم تاب منه واستغفر تاب الله عليه, ولم يؤاخذ به يوم القيامة، ومن لم يتب فإذا رجحت حسناته على سيئاته فهو من أهل الجنة, وإلا فأمره إلى الله تعالى: إن شاء عذبه بقدر ذنبه, وإن شاء عفا عنه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني