الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاعتصام بالله وسنة نبيه وهدي السلف هو الحل الوحيد

السؤال

كان الناس في عهد الرسول عليه السلام إذا زل أحدهم أو ضل الطريق يجد من يعاونه على الرجوع إلى الطريق المستقيم أما نحن فلا نجد ذلك الآن وخاصة النساء لأن الأزواج تلهيهم دنياهم وقد تضل المرأة الطريق وتريد من يعينها ولا تجد فهل هذا هو قدرنا أننا لم نوجد في عهد الرسول وما هو الحل خاصة إذا احتاجت المرأة لمن يعينها أين تذهب؟ هل تضل الطريق أم ماذا؟أرجوكم الإجابة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلئن غابت عنا شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم فإن سنته وهديه وآدابه لا تزال بحمد الله موجودة بين أيدينا، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله". رواه مسلم . ولما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان خلقه القرآن. رواه مسلم . وعلى هذا فلا شك أن الذي يتمسك بدينه في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن والأهواء أن له أجراً عظيماً عند الله تعالى، وذلك كما قلت لعدم وجود المعين الصالح وكثرة المغريات وإثارة الشبهات مما يضعف الوازع الديني، ولهذا فقد جاءت البشرى من النبي صلى الله عليه وسلم للمعتصمين بدينهم في زمان هذا حاله، فقد أخرج الترمذي وصححه عن أبي ثعلبة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: "ائتمروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً وهوى متبعاً ودنيا مؤثرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك نفسك، ودع عنك أمر العوام، فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم اليوم" وفي رواية قيل يا رسول الله: أجر خمسين منا أو منهم قال: "بل أجر خمسين منكم".
وعليه فنقول للسائلة: إن الحل هو الاعتصام بكتاب الله تعالى واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وسلم وطريق السلف الصالح من هذه الأمة، ولتكن قدوتك أمهات المؤمنين رضي الله عنهن أجمعين إذ بهذا تسعدين في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني