الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من وضع مصحفا في حقيبة متنجسة ولم يرفع ما فيه اسم الله من الأرض

السؤال

بارك الله فيكم، أرجوكم أجيبوني ‏بسرعة. ‏
جهازي الجوال فيه نجاسة، وأقوم ‏بوضعه في الحقيبة، وحقيبتي أيضا ‏فيها نجاسة جافة، وأضع فيها كتبا ‏فيها لفظ الجلالة، وآيات قرآنية، علما ‏بأنني لم أنتبه في البداية لهذا ‏الأمر، وعندما انتبهت قمت بفعل ذلك ‏ولكن مع الكراهية في قلبي، ولم أكن ‏أقصد الاستخفاف والاستهانة، علما ‏بأنني قد دخلت المسجد به ووضعته ‏أمامي. ‏
أريد أن أعرف هل وجود ما فيه اسم ‏الله، وآيات قرآنية في حقيبة نجسة، ‏ومع جوال نجس، فيه كفر والعياذ ‏بالله؟
وأيضا في يوم رأيت كتابا ملقى على ‏الأرض، وكان فيه اسم الله وربما ‏آيات من القرآن، وقد حاولت رفعه ‏ولكن خجلت من ذلك، وكنت كارهة ‏لوجود الكتاب ملقى وأنا لا أريد لاسم ‏الله أو آياته الامتهان. ‏
فهل في ذلك ردة بالرغم أنني لا ‏أقصد الاستخفاف، وأنا كارهة لفعل كل ما سبق؟
أرجوكم أجيبوني فأنا محتاجة ‏للإجابة.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالوسواس داءٌ عُضال، إذا تحكم من قلب العبد أوقعه في شرٍ عظيم، وجره إلى عواقب وخيمة، فالواجبُ على من ابتليَ به أن يُجاهد نفسه في التخلص منه، وأن يعلم أن طريق ذلك هو الإعراضُ عن الوساوس جملة، وعدم الالتفات إليها، وسؤال الله العافية منها؛ ولمعرفة علاج الوسوسة راجعي الفتوى رقم: 51601 .

والواجب صيانة كل ما فيه ذكر الله واحترامه، لكن ليس من الردة مجرد وضع الكتب التي فيها ذكر الله تعالى في حقيبة عليها نجاسة وبها أشياء متنجسة، وكذلك مجرد عدم رفع ما فيه ذكر الله من الأرض ليس بردة، ما دام لم يقصد بذلك إهانته، كما بيناه في الفتوى رقم: 132980؛ وراجعي الفتويين: 187177 ، 39180.

فعليك بالتوبة والاستغفار من ذلك على كل حال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني