الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يتفاوت جمال النساء في الجنة

السؤال

هل يتفاوت جمال النساء في الجنة ؟!

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد جاءت بعض الأحاديث التي تدل على أن نساء الجنة أفضل جمالا من الحور العين، إلا أنها ضعيفة. وقد بينا ذلك في هذه الفتوى: 35117.
وقد ذهب الشيخ ابن عثيمين إلى تفضيل نساء الدنيا من أهل الجنة على الحور العين، فقال رحمه الله: المرأة الصالحة في الدنيا- يعني: الزوجة- تكون خيراً من الحور العين في الآخرة، وأطيب وأرغب لزوجها، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أن أول زمرة تدخل الجنة على مثل صورة القمر ليلة البدر. انتهى.

وقال- رحمه الله- أيضا: الذي يظهر لي أن نساء الدنيا يكنَّ خيراً من الحور العين، حتى في الصفات الظاهرة، والله أعلم. انتهى.
وكذلك تتفاضل الحور العين فيما بينهن.

قال ابن عيسى في شرح نونية ابن القيم: وَقَالَ الْحسن: إِنَّمَا سميت عدن لِأَن فَوْقهَا الْعَرْش وَمِنْهَا تفجر أَنَّهَار الْجنَّة، وللحور العدنية الْفضل على سَائِر الْحور. انتهى.

وأما تفاضل نساء الدنيا من أهل الجنة فيما بينهن، فلم نجد أحدا من أهل العلم صرح بذلك، ولكن مقتضى كلام الشيخ ابن عثيمين السابق من إدخاله نساء الدنيا في قوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ تَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ. يفهم منه أن نساء الدنيا يتفاضلن كذلك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد ذكر درجة أخرى هي أقل من الأولى، فقال: وَالَّتِي تَلِيهَا عَلَى أَضْوَإِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ. وكذلك تفاضل أهل الجنة في النعيم، يقتضي تفاضل نسائهم؛ فإنهن من النعيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني