الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القائم بهذه الأمور مؤهل لدخول الجنة

السؤال

هل إذا شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان، وحججت ومت أدخل الجنة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد دلت الأحاديث الصحيحة على أن من قام بالواجبات وابتعد عن المحرمات دخل الجنة، ومن ذلك ما جاء في صحيح مسلم وغيره عَنْ جَابِرٍ: أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِذَا صَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ وَصُمْتُ رَمَضَانَ، وَأَحْلَلْتُ الْحَلَالَ، وَحَرَّمْتُ الْحَرَامَ، وَلَمْ أَزِدْ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا، أَأَدْخُلُ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: وَاللهِ لَا أَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ شَيْئًا.

وجاء في جامع العلوم والحكم لابن رجب الحنبلي: وقد فسر بعضهم تحليل الحلال باعتقاد حله، وتحريم الحرام باعتقاد حرمته مع اجتنابه، ويحتمل أن يراد بتحليل الحلال إتيانه، ويكون الحلال هاهنا عبارة عما ليس بحرام فيدخل فيه الواجب والمستحب والمباح، ويكون المعنى أنه يفعل ما ليس بمحرم عليه، ولا يتعدى ما أبيح له إلى غيره، ويجتنب المحرمات.

وقال أيضا: وبكل حال، فهذا الحديث يدل على أن من قام بالواجبات، وانتهى عن المحرمات دخل الجنة، وقد تواترت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى، أو ما هو قريب منه، كما خرجه النسائي، وابن حبان، والحاكم من حديث أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من عبد يصلي الصلوات الخمس، ويصوم رمضان ويخرج الزكاة، ويجتنب الكبائر السبع، إلا فتحت له أبواب الجنة، يدخل من أيها شاء ثم تلا: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما {النساء: 31} وخرج الإمام أحمد والنسائي من حديث أبي أيوب الأنصاري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من عبد الله، لا يشرك به، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، وصام رمضان واجتنب الكبائر، فله الجنة ـ أو دخل الجنة ـ وفي المسند عن ابن عباس: أن ضمام بن ثعلبة وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر له الصلوات الخمس، والصيام، والزكاة، والحج، وشرائع الإسلام كلها، فلما فرغ قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وسأؤدي هذه الفرائض، وأجتنب ما نهيتني عنه، لا أزيد ولا أنقص، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن صدق دخل الجنة، وخرجه الطبراني من وجه آخر، وفي حديثه قال: والخامسة لا أرب لي فيها ـ يعني الفواحش ـ ثم قال: لأعملن بها، ومن أطاعني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن صدق ليدخلن الجنة. انتهى.

وبناء على ما سبق، فإنك إذا أتيت بالواجبات وابتعدت عن المحرمات وكانت خاتمتك بالموت على الإيمان بالله تعالى فإنك تدخل الجنة إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني