الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إظهار العمل الصالح للاقتداء والتعلم

السؤال

أفيدكم بأنني أتعمد أن أقرأ القرآن وأصلي الشفع والوتر وحريص على أن أي فعل أفعله من عبادات وذكر لله عز وجل يراني أولادي وبناتي وذلك لأكون لهم قدوة حسنة وفي نفس الوقت ليتعلموا مني ذلك، وأخبر والدتي بقيامي بما أفعله من عبادات وتقرب إلى الله قاصداً من ذلك إدخال السعادة إلى قبلها، لأنها تسعد كثيراً وتفرح عندما ترانا نصلي ونفعل العبادات ونتقرب إلى الله بالصدقات والذكر، وأقوم بالحديث عما أفعله من العبادات أمام بعض الأصدقاء والأقارب وذلك لقصد التوضيح بالفضل أو لقصد أن أدلهم على فعل الخير أو لقصد إظهار ما حصل لي من فرق بين حياتي سابقاً وحياتي الآن، علماً بأن بعضهم لديه تقصير كبير جداً، فهل يدخل ذلك في باب الرياء؟ أفيدونا جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل المقرر شرعا هو أن إخفاء العمل أولى من إظهاره لكونه أعون على الإخلاص وأنفى للرياء، وقد يحمد إظهار العمل حيث وجدت في ذلك مصلحة شرعية، وينبغي أن يقدر ذلك بقدر الحاجة فلا يتجاوز به قدرها، وانظر الفتوى رقم: 162119.

وجميع ما ذكرته ليس داخلا في حد الرياء المذموم، لكن مهما أمكنك أن تستغني عن شيء من هذا ومتى وجد طريق لتحصيل المصلحة المرجوة غير ما ذكر فاعدل عن هذا الأمر واجعل عملك خفية خشية أن يتسلل إلى قلبك شيء من الرياء وحب محمدة الخلق، وأما ما تعين طريقا لتحصيل المصلحة الشرعية فأظهره مجتهدا في إصلاح قلبك وتكميل الإخلاص لله سبحانه، وانظر الفتوى رقم: 60582.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني