الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القول بأن نكاح أهل الجنة يكون بالنظر فقط من القول على الله بغير علم

السؤال

هل يوجد جماع في الجنة مثل الذي في الدنيا، خاصة أني سمعت مقالة للدكتور أنور عشقي يقول فيها: لا توجد أعضاء تناسلية في الجنة, والنكاح يكون عن طريق النظر، فأرجو التوضيح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالقول بأن نكاح أهل الجنة يكون بالنظر لا بالجماع المعروف المعهود هو قول غير صحيح، ومن القول على الله بغير علم، فظاهر الأدلة على خلافه، قال ابن عباس وغيره في تفسير قول الله تعالى: إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ {يس:55}، أي: في افتضاض الأبكار.
وقد قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - في كتابه حادي الأرواح: الباب الخامس والخمسون في ذكر نكاح أهل الجنة ووطئهم والتذاذهم بذلك أكمل لذة, ونزاهة ذلك عن المذي والمني والضعف, وأنه لا يوجب غسلًا.

قد تقدم حديث أبي هريرة قيل: يا رسول الله: أنفضي إلى نسائنا في الجنة؟ فقال: إن الرجل ليصل في اليوم إلى مائة عذراء. وأن إسناده صحيح, وتقدم حديث أبي موسى المتفق علي صحته: أن للمؤمن في الجنة خيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ميلًا له فيها أهلون يطوف عليهم. وحديث أنس: يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا وكذا من النساء. وصححه الترمذي. انتهى.
وقد جاء في حديث حسنه البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة أن الجماع يكون بذَكَر, ونصه: عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه سئل: هل يمس أهل الجنة أزواجهم؟ قال: نعم، قال: بذكر لا يمل، وفرج لا يحفى، وشهوة لا تنقطع. قال البوصيري: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر، والبزار بسند واحد، مداره على الأفريقي وهو ضعيف, وله شاهد من حديث أبي أمامة، رواه ابن ماجه بإسناد حسن. انتهى.
وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 51468.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني