الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحكمة من الانتظار والوقوف 50 ألف سنة يوم القيامة

السؤال

قرأت عن أرض المحشر وماذا سيحدث لنا وقتها، وأننا سننتظر 50 ألف سنة.
هل حقا سننتظر 50 ألف سنة؟ وهل مدة السنة ستكون مثل مدة السنة الحالية؟ وكيف سنتحمل 50 ألف سنة بدون ماء، أو طعام؟
وما هي حكمة الله في جعلنا ننتظر 50 ألف سنة بأرض المحشر؟
وكيف يمكن للإنسان أن يتفادى الانتظار ليدخل الجنة مباشرة بدون الانتظار بأرض المحشر؟
تحياتي لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن أحوال الناس على أرض المحشر يوم القيامة تخلتف باختلاف أحوالهم في الدنيا، كما قال الله تعالى: يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا * وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا {مريم: 85ـ 86}.
وأما الانتظار والوقوف 50 ألف سنة، فذلك بالنسبة للكفار، والمنافقين، والمجرمين. والحكمة منه واضحة، وهي: تعذيبهم على كفرهم. أما المؤمنون فيكون أخف عليهم من وقت أداء الصلاة المكتوبة؛ كما جاء في بعض الأحاديث، والتفاسير، وكتب العقائد. جاء في لوامع الأنوار البهية في عقد الفرقة المرضية للسفاريني الحنبلي. قال: وروى الإمام أحمد، وأبو يعلى، وابن حبان في صحيحه، عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: {يوم كان مقداره خمسين ألف سنة} [المعارج: 4] فقيل: ما أطول هذا اليوم؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمن حتى يكون عليه أخف من صلاة مكتوبة» .

وأما تحمل 50 ألف سنة بدون ماء أو طعام. فجوابه أن ذلك من أمور الآخرة، وهي لا تقاس بأمور الدنيا.
وأما كيف يتفادى الإنسان أهوال يوم القيامة؟ فهذا هو السؤال الذي ينبغي للعاقل أن يطرحه ويفكر فيه. وقد بينا كيف يدخل العبد الجنة مباشرة في الفتويين: 98740، 21343. وما أحيل عليه فيهما؛ فمن اجتهد في تحقيق تلك الصفات وكان من أهلها، دخل- بفضل الله تعالى ورحمته- في الجنة بغير حساب ولا عذاب.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني