الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من لا يلتزم بالأحكام الشرعية بحجة الحرية الشخصية

السؤال

في بعض الأحيان في المدرسة أنصح زملائي وأقول لهم إن الغناء وموضة البنطال الساحل والسبايكي أفعال محرمة
ولكنهم يردون علي بقولهم: حرية شخصية، فأصمت لأنني لا أريد أن أفتي من تلقاء نفسي, فبماذا أرد على هؤلاء؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله عز وجل خلق الخلق ليذعنوا بالعبودية له سبحانه ويلتزموا شرعه، ولم يخلق الله الإنسان ليكون حرا من العبودية لله فيفعل ما يشاء، قال سبحانه: أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ {المؤمنون:115}. وقال جل شأنه: وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {الذاريات:56}.

والإنسان إن لم يكن عبدا لله باختياره عبودية خاصة بالتزام شرعه، فهو داخل في العبودية العامة الكونية، وهي عبودية القهر والملك لله، التي يشترك فيها جميع الخلق، كما قال تعالى: إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا {مريم:93}.

والاعتراض على الحكم الشرعي بعبارة: حرية شخصية ـ غلط شنيع، وقد سبق أن بينا بإسهاب خطورة الاحتجاج بهذه العبارة في اقتراف المعاصي، فراجع ذلك في الفتوى رقم: 105732.

وعلى المؤمن أن يحرص في نصحه للناس على التجرد لله، ويعلم أنه مكلف بالبلاغ فحسب، والهداية بيد الله جل وعلا، قال الله: مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ {المائدة:99}. وقال سبحانه لخير خلقه: فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ {الشورى:48}.

وليحترس المسلم من أن يحمله رد الناس لنصحه على الانتصار لنفسه، فيقدم على مماراتهم في الحكم الشرعي، لمجرد إفحامهم، فهذا نوع من الهوى الخفي، جاء عن الحسن البصري أنه قال: المؤمن يداري, ولا يماري, ينشر حكمة الله، فإن قبلت حمد الله, وإن ردت حمد الله. ذكره الآجري في أخلاق العلماء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني