الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسائل الثبات على التوبة من مضلات الشهوات

السؤال

كنت شابا مواظبا على حفظ بعض كتاب الله، ولكنني دخلت في مرحلة المراهقة، وكان أصدقائي في المدرسة يتكملون عن أشياء لا أفهمها ولكنني أعلم أنها حرام، وفي يوم غلبني الفضول ودخلت لأرى هذه الأشياء وفتنت بها، فأخبرت أمي وساعدتني على التخلص منها
والآن أنا في الصف الثالث الإعدادي وأنهيته على خير وبتفوق، وللأسف فتنت بها مرة ثانية، فكيف أثبت على التوبة؟ كنت أسجل في هذه المواقع القبيحة لرؤية الأفلام الإباحية، ولم أستطع حذف بعضها، فهل تعتبر سيئة جارية؟ وإذا كانت تعتبر، فكيف أوقفها؟ كنت أحس بلذة الإيمان، والآن لا أحسها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله عز وجل أن يتقبل توبتك وأن يثبتك على هداه، وأن يعصمك من مضلات الفتن والشهوات، ومن أعظم ما يعينك على الثبات على التوبة المحافظة على الفرائض، وخاصة الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة، فإنها تحجز عن الوقوع فيما لا يرضي الله، كما قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت:45}.

وإذا استحضرت ضرر المعاصي وشؤم عاقبتها في دينك ودنياك وآخرتك هان عليك البعد عنها، واتخذ رفقة صالحة يذكرونك إن غفلت، ويعينونك إن ذكرت، وتجاف عن رفقاء السوء، فالمرء يقتدي بخلانه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل. أخرجه أبو داود.

واضرع إلى ربك أن يصرف عنك مضلات الشهوات، واسأله سبحانه أن يثبتك على دينه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء، ومما يعينك على الثبات على التوبة ملازمة ذكر الله والاجتهاد في نوافل العبادات وسماع الأشرطة النافعة في باب الوعظ والرقاق، وقراءة الكتب النافعة في هذا الباب، والتفكر في أسماء الرب وصفاته وفي الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، واستحضار اطلاع الله على العبد ومراقبته له وإحاطته به وأنه لا يخفى عليه شيء من أمره، فيستحيي العبد أن يؤوب إلى المعصية وربه ناظر إليه مطلع عليه، ومتى تبت إلى الله صادقا فلا يضرك بقاء أثر معصيتك لا سيما إذا لم تقدر على إزالته، ولا يعد حينئذ هذا الأثر سيئة جارية، قال صاحب مراقي السعود:

من تاب بعد أن تعاطى السببا * فقد أتى بما عليه وجبــا

وإن بقي فساده كـــمن رجــــع * عن بث بدعة عليها يتبع

أو تاب خارجا مكان الغصب * أو تاب بعد الرمي قبل الضرب.

وراجع في وسائل إصلاح القلب والثبات وتقوية الإيمان الفتاوى التالية أرقامها: 10800، 18074، 142679، 115527، 136724، 15219.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني