الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجب إجابة الرسائل التي فيها سؤال بالله

السؤال

أستحلفتكم بالله وجعلتها أمانة عندكم من الآن إلى يوم القيامة: إذا فتحت الرسالة لترسلها للمضافين عندك أن تدعوا لي بالشفاء العاجل فعندي مرض السرطان وانتقل إلى جميع أعضاءالجسد، وأنا الآن في العناية المشددة بالمستشفى، سألتكم بالله أن لا تغلقوا الصفحة حتى مرسلها للمضافين عندك، لأنك في يوم ستحتاج الدعاء، والأمانة أبت عنها الجبال، فما هو حكم تجاهل الرسالة أو الرد عليها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

ففي البدء لا ينبغي إرسال مثل هذا النوع من الرسائل، لأن هذا الاستحلاف المذكور، إنما هو في الحقيقة سؤال بالله عزّ وجل، وهذا يجعل المرسل إليه في حرج ومشقة، إذ قد لا يتسنى له فعل ما طلب منه، يقول الشيخ العثيمين: لا ينبغي للإنسان أن يلجئ أخاه ويحرجه في قوله: أسألك بالله، وذلك لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من سألكم بالله فأجيبوه ـ فإذا قلت للشخص: أسألك بالله أحرجته، لأنه يبقى متردداً هل يجيبك أو لا يجيبك؟ وقد يكون في إجابته لك ضرر عليه، فلا ينبغي للإنسان أن يسأل أخاه هذا السؤال، ولذلك أنا أنصح جميع إخواني المسلمين ألا يقولوا لإخوانهم: أسألك بالله. اهـ.

أما عن تجاهل هذه الرسالة أو الرد عليها: فقد اختلف أهل العلم في إجابة من سأل بالله هل تجب أو تستحب؟ وراجع في ذلك الفتوى رقم: 117303.

وبناء على هذا الخلاف: ينبغي لمن جاءته هذه الرسالة وأشباهها أن يدعو للسائل بما وسعه، ويستشعر في ذلك عظمة المسؤول به، لكن لا يكلف أكثر من ذلك مما فيه عليه ضرر، إذ لا يضر الإنسان نفسه لينفع غيره، يقول العثيمين أيضا: ثم هذا المسئول إذا كان في إجابته ضرر لا تلزمه الإجابة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني