الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن يغفر الله للمنتحر

السؤال

كان لدي أخ وقد انتحر وهو شاب 21سنة وأريد أن أسأل ماذا أفعل لكي يغفر الله له مع العلم أنه كان محسناً ومؤدباً جداً؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا ريب أن الانتحار جريمة عظيمة من كبائر الذنوب والآثام، كما هو مبين في الفتوى رقم:
5671، لكن أخوك هذا إن كانت له أعمال صالحة وقربات وطاعات فلعل الله يغفر له بها، فقد أخرج مسلم عن جابر أن الطفيل بن عمرو الدوسِيَّ أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله، هل لكَ في حصنٍ حصينٍ ومنعةٍ؟ قال: حِصنٌ كان لدوسٍ في الجاهلية، فأبى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم للذي ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجلٌ من قومه، فاجتووا المدينة، فمرض، فجزع، فأخذ مشاقِصَ له فقطع بها براجمَه، فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه فرآه وهيئتُهُ حسنةٌ، ورآه مُغطياً يديه، فقال له: ما صنع بك ربُك ؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال: ما لِي أراك مُغطياً يديك؟ قال: قيل لي: لن نُصلح منك ما أفسدت. فقصَّها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وليَدَيْهِ فاغْفِرْ.
فأكْثِرْ له من الدعاء والاستغفار والصدقة، فإن ذلك ينفعه إن شاء الله، ونسأل الله أن يغفر له ذنبه، وأن يدخله الجنة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني