الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

البكاء رفقة الندم من علامات التوبة المقبولة

السؤال

سؤالي: هل البكاء في التوبة علامة لتقبل الله -عز وجل- توبتي؟ أو حتى لو كان دعاءً عاديًا، أم هذا البكاء نتيجة لشدة الندم، أو علامة الإيمان؟
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأسأل الله أن يتقبل توبتك ـ أخي السائل ـ في الصادقين، وأن يرفع دعاءك في المقبولين، فهو الذي يقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات.
والبكاء ندما وألما على ما فرط العبد المذنب في جنب الله، من علامات قبول التوبة؛ لأن "الندم توبة " قاله النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما رواه أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني.

والبكاء علامة الندم، فقد قال الإمام الغزالي: وأما الندم فهو توجع القلب عند شعوره بفوات المحبوب، وعلامته طول الحسرة والحزن، وانسكاب الدمع، وطول البكاء والفكر.
فإذا كان البكاء علامة الندم، وكان الندم توبة، فلا شك أن البكاء من علامات التوبة المقبولة، لكن هذا لا يعني عدم لزوم الإقلاع عن الذنب، والعزم على عدم العودة ورد المظالم لأهلها؛ فإن الندم لا يكون حقيقيا إلا بمجموع ذلك كله، كما قال الإمام الزركشي: في الحقيقة ركن التوبة الندم, لكن لا يتحقق الندم إلا بمجموع ما ذكرنا؛ إذ يستحيل تقدير أن يكون نادما على ما هو مصرّ على مثله، أو عازمٌ على الإتيان بمثله.

ولذلك عقد الإمام الغزالي في (الإحياء) بابا لتقرير ذلك فقال: بيان أن التوبة إذا استجمعت شرائطها فهي مقبولة لا محالة.
ولقبول التوبة علامات أخرى ذكرها ابن القيم في المدارج أشرنا إليها في الفتوى رقم: 5646

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني