الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الشكوى من إنسان وذكر تصرفاته لآخر يعتبر من الغيبة

السؤال

هل يعتبر هذا الشيء من الغيبة أم لا؟ فالغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره، لكنني لا أسبهم ولا أشتمهم، ولا أذكر أشياء عامة عنهم، ومن كثرة المشاكل مع إخواني، أصبحت هذه الأيام أفضفض لصديقتي عما تفعله معي أختي، وهل التحدث عن مشكلتك مع شخص أو تصرفه تجاهك والشكوى مما يفعل يعتبر من الغيبة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل أنه لا يجوز ذكر المسلم بما يكره، فهذه هي الغيبة المعلوم تحريمها وهي من كبائر الذنوب، وكما أشرت فقد عرفها الرسول عليه الصلاة والسلام بقوله: ذكرك أخاك بما يكره. رواه مسلم.

غير أن أهل العلم استثنوا بعض الأمور تجوز فيها الغيبة منها تكلم الشخص عن من ظلمه بقدر مظلمته، ومنها عرض الأمر على من يستشيره، أو يستفتيه لمساعدته في البحث عن الحل، فهذا من الأمور التي تباح فيها الغيبة، وانظري الفتوى رقم: 191027.

ولذلك، فإذا كان ما تحدثين به صديقاتك هو بقصد البحث عن حل لمشكلة، فإنه لا حرج فيه ـ إن شاء الله تعالى ـ إذا اقتصر الحديث على محل الحاجة، وكان من تحدثينه أهلا للمساعدة في حلها، وكذلك إذا كان بقصد القصاص من الظالم فقد نص بعض أهل العلم على أنه لا حرج على المظلوم في ذكر ظالمه على سبيل القصاص، وانظري الفتوى رقم: 160389.

وكذلك إذا كان من تتحدثين عنه مجهولا ولم تذكري أنه من إخوانك فهذا لا يعتبر غيبة، ولمزيد فائدة انظري الفتوى رقم:203023.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني