الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من أحكام الحيض والاستحاضة

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 32 عاما، ومنذ أعوام وأنا أعاني من اضطراب في الدورة الشهرية: في الثالث من رمضان الماضي تخللت الإفرازات المهبلية العادية إما دم قليل لم يتعد النقطة، وإما أن يتخذ شكل شعيرات قليلة جدا لم يتعد حجمها حجم النقطة، وقد استمر الأمر كذلك غالب رمضان إلى أن جاء يوم أحسست ببعض الوجع وصاحبته إفرازات وردية ثم كدرة ولا أذكر هل أكملت يوما وليلة أم لا؟ واستمر الحال على ذلك حتى انقضى رمضان، تارة طهر، وتارة إفرازات بها دم قليل، لم أعتزل الصلاة أو الصوم ولم أغتسل بنية رفع الحدث الأكبر طيلة رمضان، فهل تصرفي صحيح؟ وإن لم يكن كذلك فماذا يجب علي أن أفعل لقضاء ما فاتني وخاصة أن رمضان القادم قد اقترب، وإن كان علي دين فإنني لم أقضه بعد؟ وحاليا في حالة مختلفة عن السابقة وهي أنني بعد مدة من الطهر نزل دم قليل اتصل بكدرة دام قرابة سبعة أيام ثم نزل دم بعدها أكمل خمسة عشر يوما، وطوال هذه المدة اعتزلت الصلاة، وبعدها استمر نزول الدم بصفة أشد من الأيام الماضية إلى يومنا هذا وصلت الآن خمسة عشر يوما بعد الاغتسال بنية رفع الحدث الأكبر، وأنا أصلي وأصوم، فهل تصرفي صحيح باعتزالي الصلاة طوال خمسة عشر يوما؟ وإن لم يكن كذلك، فماذا يجب علي أن أفعل لقضاء ما فاتني؟ وكيف أتصرف حاليا، مع العلم أنني لا أميز حاليا الدم أهو استحاضة أو حيض؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما بخصوص الحالة الأولى: فإن أقل مدة الحيض عند الجمهور يوم وليلة، فإذا كان مجموع ما رأيته من قطرات الدم وما اتصل بها من كدرة لا يبلغ يوما وليلة فجميعها لا يعد حيضا، ومن ثم فإن ما فعلته من عدم ترك الصلاة والصوم صحيح، وإذا لم تتيقني أنها بلغت يوما وليلة، فالأصل عدم بلوغها هذه المدة، ومن ثم فلا يلزمك شيء، وإذا تيقنت كون هذه القطرات بلغت يوما وليلة فعليك أن تقضي جميع الأيام التي رأيت فيها هذه القطرات إن كانت لا تجاوز أكثر الحيض ـ وهو خمسة عشر يوما ـ ولبيان ضابط زمن الحيض ومتى تعتبر المرأة ما تراه من الدم حيضا انظري الفتوى رقم: 118286.

وأما صيامك وصلاتك على تقدير زيادة مدة الدم على خمسة عشر يوما: فيجب عليك قضاء جميع الأيام المعدودة حيضا، وكذا يجب عليك قضاء صلوات الأيام المعدودة استحاضة إن كنت تركت الصلاة ظانة أنك حائض، أو كنت صليت دون اغتسال.

وأما بخصوص الحالة الثانية: فما دامت مدة هذا الدم قد تجاوزت خمسة عشر يوما فقد تبين أنك مستحاضة، فعليك أن تفعلي ما تفعله المستحاضة مما بيناه مفصلا في فتاوى كثيرة انظري منها الفتوى رقم: 156433.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني