الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يجوز الدعاء باسم الله الأعظم لأمر من أمور الدنيا

السؤال

ما حكم الدعاء باسم الله الأعظم لأمر من أمور الدنيا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله تعالى أمرنا أن ندعوه بأسمائه الحسنى كلها لما شئنا من خيري الدنيا والآخرة، فقد قال تعالى: وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا {الأعراف:180}.

ولم يأت في الشرع ما يمنع من سؤال الله تعالى الحلال المباح من الدنيا، وقد روى الإمام البخاري في صحيحه عن ابن مسعود ـ رضي الله تعالى عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:... ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَيَدْعُو.

وأعجب الدعاء إلى الداعي يشمل أمور الدنيا وأمور الآخرة، قال الإمام الحافظ ابن رجب في شرحه لحديث ابن مسعود الآنف ذكره ما نصه: واختلفوا: هل يجوز الدعاء في الصلاة بالمصالح الدنيوية خاصة؟ فقالت طائفة: يجوز، منهم: عروة ومالك والشافعي، وحُكي روايةً عن أحمد، واستدلوا بعموم حديث ابن مسعود... اهـ.

وروى ابن الجارود في كتابه المنتقى عن أبي هُرَيْرَةَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ـ أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَعَوَّذْ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَعَذَابِ الْقَبْرِ، وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ شَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، ثُمَّ لَيَدَعُ لِنَفْسِهِ بِمَا بَدَا لَهُ.

وهذا يعم أمور الدنيا وأمور الآخرة، فإذا تقررت مشروعية سؤال الله تعالى الدنيا، وتقررت مشروعية سؤال الله تعالى بأسمائه الحسنى، فيكون سؤال الله تعالى الحلال المباح من الدنيا باسمه تعالى الأعظم من المشروع الذي لا مانع منه وللفائدة انظر الفتوى رقم: 36176.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني