الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوقوع في المعاصي.. الأسباب.. وطرق الوقاية

السؤال

أنا فتاة أبلغ من العمر 24 سنة تعرضت في طفولتي لعدة تحرشات جنسية من ذكور وإناث وكنت على وشك أن أغتصب لولا لطف الله، والآن كبرت ـ والحمد لله على كل شيء ـ وفي سن 21 أعطاني شخص مقطعا خليعا وبعده أدمنت على العادة والمواقع الخليعة وحاولت التوبة آلاف المرات لعلمي أن هذا الأمر يغضب الله وما زلت أحاول، كرهت إدماني وما حصل لي في طفولتي، أخاف كثيرا وأكره أن أفكر في الزواج، وما يعذبني كل يوم هو معصية الله رغم أنني أنقطع فترات وأرجع، أريد توبة نصوحا ليرضى الله عني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله جل وعلا أمر المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم فقال: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور:30ـ 31}.

فمن لم يغض بصره فقد خالف أمر الله، وعرض نعمة البصر التي أنعم الله عليه بها للزوال، مع ما في ذلك من طمس البصيرة ونشر الرذيلة، ولربما قاد صاحبه إلى الزنا ـ والعياذ بالله ـ فاتقي الله في نفسك وفي دينك، وراقبي الله في خلواتك، وعظمي حرماته قبل الندم ولات حين مندم.

واعلمي أيتها السائلة أن الإنسان قد يقع في المعصية والذنب استسلاماً لقهر الهوى، أو لنزعة النفس، أو لغلبة الشيطان.. والمؤمن مطالب بمقاومة ذلك كله، والله سبحانه وتعالى ما كلفنا البعد عن المعاصي والمحرمات إلا وذلك في مقدورنا ووسعنا، لقوله سبحانه: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة:286}.

والمسلم لا يقع فيما حرم الله إلا عند ضعف مراقبته لله، وإنما تضعف المراقبة في قلب العبد إذا لم يوقر الله ولم يعظمه كما يجب له، ولذا قيل: من راقب الله في خواطره عصمه الله في جوارحه، فعلى المسلم إذا حدثته نفسه بمعصية أن يتقي الله، وأن يشعر أن الله ينظر إليه، ويطلع على حاله، فلا يجعل الله أهون الناظرين إليه، وكيف يستحي من الناس ولا يستحي من الله؟ ويخشى الناس ولا يخاف من الله؟! فعليك بتقوى الله والتوبة إليه سبحانه وداومي عليها، وابتعدي عن مواطن الفتن وأسباب الشر ودواعي المعصية، وأشغلي نفسك بالصالح والمفيد من أمور الدنيا والآخرة واختيار الرفقة الصالحة، وعليك بالدعاء والمحافظة على أذكار الصباح والمساء, وإقام الصلاة في أوقاتها، ثم لا حرج عليك أن تذهبي إلى طبيبة نفسية موثوقة في دينها, مستعينة بالله عز وجل متوكلة عليه، ولا شك أن من وساوس الشيطان التي قذف بها في قلبك أن كرهك في الزواج، مع أنه الدواء الذي أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، وللفائدة يرجى مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 2862، 29324، 22083، 23243، 194891.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني