الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعور العبد بالتقصير في حق الله خير له

السؤال

السلام عليكم الحمد لله أنا أصلي وأصوم وأزكي ولا أزني ولا أشرب الخمر ولكن أشعر بأنني مقصر في حق الله ولا أدري كيف السبيل لإزالة هذا الإحساس

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن العبد مهما فعل من الأعمال فإنه لن يوفي الله عز وجل حقه.
فلا بد من الشعور بالتقصير، ولربما كان هذا الشعور خيراً للعبد من بعض الأعمال الصالحة التي يقوم بها.
كما أن هذا الشعور بالتقصير يكون دافعاً إلى الاستغفار والتوبة والخوف من عقاب الله، والشعور بالحاجة له والفقر إليه، والتذلل له والمسكنة بين يديه.
وكل هذه عبادات جليلة يحرم منها العبد يوم أن يشعر بأنه قد وفى الله عز وجل حقه، وقام بما له عليه.
وأنت تقرأ في القرآن قول الله عز وجل: ( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ*وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ *وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) (المؤمنون:57- 60).
وقد روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية ( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ) قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا، يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يتقبل منهم، أولئك الذين يسارعون في الخيرات. وروى ابن ماجه قريباً منه.
والإنسان لا يزال بخير مادام يشعر بأنه مفرط مذنب ليكون ذلك دافعاً إلى الاستزادة من الصالحات، والإكثار من الاستغفار، ولعله بعد ذلك أن يحظى بالقبول عند الله تعالى. نسأل الله أن يتقبلنا جميعاً في عباده الصالحين.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني