الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدعاء على منتهكي حرمات الدين وأهله

السؤال

هل يجوز هذا الدعاء: اللهم إني أقسمت عليك بعدد خلقك، ورضى نفسك، وزنة عرشك، ومداد كلماتك أن تهلك عاجلا وليس آجلا كلا من فلان وفلان ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا حرج في الإقسام على الله تعالى في الاستجابة للدعاء المشروع؛ وراجع في هذا الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 102047، 148759، 35270.
وكذلك الدعاء على إنسان معين، لا حرج فيه إن كان ظالما منتهكا لحرمة الدين وأهله؛ وراجع في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 175877، 74952، 126448.
قال ابن بطال في شرح صحيح البخاري عند قول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها سنين كسني يوسف.

قال: قال المهلب: والدعاء على المشركين يختلف معناه، فإذا كانوا منتهكين لحرم الدين وحرم أهله، فالدعاء عليهم واجب، وعلى كل من سار بسيرهم من أهل المعاصي والانتهاك، فإن لم ينتهكوا حرمة الدين وأهله، وجب أن يدعى لهم بالتوبة، كما قال صلى الله عليه وسلم حين سئل أن يدعو على دوس فقال: "اللهم اهد دوسا، وائت بهم". وقيل: إنما يجب أن يكون الدعاء على أهل المعاصي في حين انتهاكهم، وأما عند تركهم وإدبارهم عن الانتهاك، فيجب أن يدعى لهم بالتوبة، وروي أن أبا بكر الصديق وزوجته كانا يدعوان على عبد الرحمن ابنهما يوم بدر بالهلاك إذا حمل على المسلمين، وإذا أدبر يدعوان له بالتوبة. اهـ.
وقال القاضي عياض في إكمال المعلم: اختلف في الدعاء على أهل المعاصي، فأجازه بعضهم، وأباه آخرون وقالوا: يدعى لهم بالتوبة لا عليهم، إلا أن يكونوا منتهكين لحرمة الدين وأهله. وقيل: إنما يجب الدعاء على أهل الانتهاك في حين فعلهم ذلك وإقبالهم، وأما في إدبارهم فيدعى لهم بالتوبة. اهـ.
ومن الأدعية الجامعة في هذا الباب ما كان عمر بن عبد العزيز يدعو به فيقول: اللهم أصلح من كان في صلاحه صلاح لأمة محمد، اللهم أهلك من كان في هلاكه صلاح لأمة محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أبو نعيم في حلية الأولياء.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني