الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم السفر بغير إذن الوالدين

السؤال

أنا أبلغ الأربعين ولي والدان يمنعاني من السفر أحيانا (مهما كان حاجة السفر)، ما حكم السفر دون استشارة الوالدين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن طاعة الوالدين في المعروف من أعظم القربات، وأجل الطاعات، وهي فرض على الأبناء، لما للوالدين من عظيم الحق عليهم.
وطاعة الوالدين في السفر أو عدمه، يختلف الحكم فيها حسب نوع السفر، فإن كان السفر من أجل أداء أمر متعين وجوباً على الشخص فإنه لا تلزم طاعتهما في ذلك، لأن طاعتهما حينئذ ستوقع في معصية الله، وقد روى البخاري ومسلم واللفظ للبخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا طاعة في معصية، إنما الطاعة في المعروف.
وإن كان السفر لأمر دون ذلك كفرض الكفاية وما هو دونه فيلزم فيه إذن الوالدين وطاعتهما فيما يأمران به، فإذا وقع ذلك في الجهاد فغيره أولى، فقد روى البخاري ومسلم أن رجلاً استأذن النبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد، فقال عليه الصلاة والسلام: أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد.
وفي ختام هذا الجواب ننصح السائل بالحرص على أن يطيب خاطر والديه، ويسعى في كل ما يرضيهما، وإن أراد سفراً واعترضا عليه، فيسعى في إقناعهما بأسلوب طيب بالموافقة على سفره، إذا كان في سفره ذلك مصلحة كبيرة تتحقق له، ولا شك أن والديه حريصان على مصلحته.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني