الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تبطل توبة من تاب من الذنب وعاد إليه

السؤال

أنا شاب أبلغ 17 سنة دخلت الحمام بنية التطهر للتوبة والبدء في تأدية واجباتي الإسلامية، وعند الاستحمام مارست العادة السرية، فهل تبطل توبتي؟ وكيف لي أن أتوب؟ وأنا الآن نادم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يثبتنا وإياك على سلوك الصراط المستقيم والتوبة النصوح من جميع الذنوب، واعلم أن من ارتكب ذنبا ما، فإن توبته من باقي الذنوب والمعاصي لا تبطل بذلك، لكن عليه أن يبادر بالتوبة مما هو مقيم عليه من ذنب، قال النووي: ويجب أن يَتُوبَ مِنْ جميعِ الذُّنُوبِ، فَإِنْ تَابَ مِنْ بَعْضِها صَحَّتْ تَوْبَتُهُ عِنْدَ أهْلِ الحَقِّ مِنْ ذلِكَ الذَّنْبِ، وبَقِيَ عَلَيهِ البَاقي. انتهى.

أما بطلان توبته من نفس الذنب الذي عاد إليه، فقد اختلف العلماء في بطلانها بمعاودته، وأكثرهم على أنها لا تبطل إذا كانت قد استجمعت شروطها، وانظر الفتوى رقم: 206719.

وعلى كل حال، فالواجب الآن أن تبادر بالتوبة مما فعلت, والتوبة تكون بالإقلاع عن المعصية والندم على فعلها والعزم على عدم العودة إليها، فإن فعلت ذلك تقبل الله توبتك ومحا عنك أثر خطيئتك، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا تيأس من روح الله ولا تقنط من رحمة الله، فإن الله تعالى يتوب على العبد إذا تاب إليه مهما كان ذنبه عظيما، ومهما تكرر فعله للذنب ما دامت توبته صادقة، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ {الشورى:25}.

وقد ذكرنا علامات قبول التوبة في الفتويين رقم: 5450، ورقم: 5646.

وأكثر من فعل الحسنات والتقرب بالنوافل والمستحبات، فإن الحسنات يذهبن السيئات، والزم الاستغفار، وأدم الذكر واصحب الصالحين، وابتعد عن الأسباب التي تؤدي بك إلى مواقعة هذه المعصية، نسأل الله أن يرزقنا وإياك توبة نصوحا. وراجع بشأن الوسائل المعينة على التخلص من العادة السرية الفتويين رقم: 194891، ورقم: 100870.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني