الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تأثير لمن تكثر منه الشكوك في العبادات بسبب الوسوسة

السؤال

أنا كثيرة الشكوك والوسوسة، والحمد لله على كل حال. عمري الآن 20 سنة، وتراودني الشكوك بأن غسلي، وصيامي، وصلاتي في الصغر عند بداية البلوغ خاطئة، لا أتذكر بصراحة بالضبط كيف كنت أغسل وهل هي أفكار وسواسية أم واقع، ولكن الذي أتذكره أني أدخل للحمام بنية الغسل وأستحم بالشامبو والصابون، وأشطف الصابون بالماء. ولا أتذكر بصراحة هل كان الماء يصل لكامل جسدي في كل غسل أم لا؟ وهل كنت أنوي لكل غسل أم لا؟ كنت على هذه الطريقة إلى أن دخلت في الثانوية على حسب ما أتذكر، جهلا مني بالصفة الكاملة للغسل، والسنن في ذلك الوقت.
فما حكم ذلك، علما بأني بحثت في فتواي من قبل، واتضح أن غسلي صحيح، ولكن الآن عادت تراودني الوسوسة بشدة من جديد في هذا الموضوع. ماذا أفعل ؟؟ طمئنوني أرجوكم هذه ليست أول مرة أشك فيها في هذا الموضوع، وهو سبب في بداية مرضي بوسواس منذ شهرين ونصف.
هل صلاتي وصيامي تلك السنين باطلة أم لا؟ وما حكم الوسواس، والشك في أشياء ماضية في عبادتي. هل ألتفت إليها أم لا؟
كلما راودتني الوسوسة عدة مرات، أقول لا غسلي صحيح إلى أن غلبني الوسواس، وقررت أن أسأل للتأكيد.
أفيدوني جزاكم الله خيـراً. لأني تعبت بصراحة من الوسواس كل مرة في شيء.
وأريد أن أسأل: هل يجب إعادة صيام أيام صمتها وأنا موسوسة في نية الصوم. لأنه كانت هناك فترة أصبت فيها بوسوسة، وكنت أقضي أيام الحيض في رمضان.
فهل يجب علي إعادتها عند الشفاء من الوسواس أم لا؟
وشكـــراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعافيك ويرفع ما بك، وننصحك بالإعراض عن هذا الوسواس، وعدم الالتفات إليه، والضراعة إلى الله بأن يعافيك منه، فالوسواس داءٌ عُضال، إذا تحكم من قلب العبد أوقعه في شرٍ عظيم في دينه ودنياه، وجره إلى عواقب وخيمة؛ ولمعرفة علاج الوسوسة راجعي الفتوى رقم: 161171

واعلمي أن الشك في العبادة بعد الفراغ منها لا يؤثر.

قال ابن رجب في القواعد: إذا شك بعد الفراغ من الصلاة أو غيرها من العبادات في ترك ركن منها، فإنه لا يلتفت إلى الشك، وإن كان الأصل عدم الإتيان به، وعدم براءة الذمة لكن الظاهر من أفعال المكلفين للعبادات أن تقع على وجه الكمال، فيرجع هذا الظاهر على الأصل، ولا فرق في ذلك بين الوضوء وغيره على المنصوص عن أحمد.

وفي نظم ابن عبد القوي:

وما الشك من بعد الفراغ مؤثر يقاس على هذا جميع التعبد.

وكذلك الموسوس الذي تكثر منه الشكوك في العبادات، فلا تأثير لها شرعا.

قال ابن عثيمين في منظومة القواعد:

والشك بعد الفراغ لا يؤثر وهكذا إذا الشكوك تكثر .

أو تك وهما مثل وسواس فدع كل وسواس يجي به لكع.

وقال في شرحه: إذا كانت الشكوك كثيرة تعتريه في كل عبادة يفعلها فإن ذلك لا يؤثر؛ لأن كونه يتردد في كل عبادة يدل على أن الرجل عنده وسواس، فالوسواس مرفوع، ولا أثر له شرعا. اهـ.

فلا يجب ولا يشرع أن تعيدي طهارتك، أو صلاتك، أو صيامك أو غيرها مما تشكين في صحته؛ لأن الشكوك صادرة منك بسبب الوسوسة، وهي كذلك بعد الفراغ من تلك العبادات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني