الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سداد دين الوالد أولى أم التصدق على محتاجي سوريا

السؤال

والدي عليه دين قدره 13 ألف ريال، وأنا سوف تأتيني - بإذن الله - مكافأة من عملي قدرها 14 ألف ريال، وأنا في كل يوم ألوم نفسي على ما يحصل لإخواننا في سوريا، فهل أدفع الدين عن والدي، أم أتبرع لإخواننا في سوريا؟ فأنا في حيرة من أمري.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كان والدك لا يجد ما يسدد به دينه: فسداد الدين عنه أفضل من التبرع للبعيد؛ لكون التبرع للأب المحتاج صلة، وصدقة.

وأما لو كان له ما يسدد به دينه، وهناك من هو شديد الحاجة، عظيم المسكنة: فالتبرع له أفضل نظرًا لشدة الحاجة، كأهل سوريا الذين شردوا من ديارهم، وأموالهم، وهم في كرب عظيم، وبلاء جسيم - فرج الله كربهم- . قال ابن قدامة في المغني: ويستحب أن يبدأ بالأقرب فالأقرب، إلا أن يكون منهم من هو أشد حاجة فيقدمه، ولو كان غير القرابة أحوج أعطاه، قال أحمد: إن كانت القرابة محتاجة أعطاها، وإن كان غيرهم أحوج أعطاهم. انتهى.

وقال المناوي في فيض القدير: والصدقة على المضطر أضعاف مضاعفة؛ إذ المتصدق عليهم ثلاثة: فقير مستغن عن الصدقة في ذلك الوقت، وفقير محتاج، مضطر، فالصدقة على المستغني عنها، وهو في حد الفقر صدقة، والصدقة على المحتاج مضاعفة، وعلى المضطر أضعاف مضاعفة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني