الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فضل قول (لا إله إلا الله) مائة مرة

السؤال

ما صحة هذه الرسالة: "هل تريد أن يرفع لك أفضل الأعمال؟ انطق الشهادة - لا إله إلا الله - مائة مرة؟"

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن كلمة الشهادة هي أفضل الذكر بعد القرآن الكريم، وقد ذكرنا طرفًا من فضائلها في الفتوى رقم: 225199.

وقول (لا إله إلا الله) مائة مرة مشروع، فقد جاء في مسند أحمد عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: مر بي ذات يوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، إني قد كبرت وضعفت - أو كما قالت - فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة، قال: "سبحي الله مائة تسبيحة، فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل، واحمدي الله مائة تحميدة، تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة، تحملين عليها في سبيل الله، وكبري الله مائة تكبيرة، فإنها تعدل لك مائة بدنة مقلدة متقبلة، وهللي الله مائة تهليلة، قال ابن خلف: أحسبه قال: تملأ ما بين السماء والأرض، ولا يرفع يومئذ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيت به.

والحديث أورده الألباني في السلسلة الصحيحة، وقال: أخرجه أحمد (6 / 344) والبيهقي في شعب الإيمان (1 / 379 - 380) من طريق سعيد بن سليمان، قال: حدثنا موسى بن خلف، قال: حدثنا عاصم ابن بهدلة، عن أبي صالح، عن أم هاني بنت أبي طالب، قال: قالت: "مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله؛ إن قد كبرت وضعفت - أو كما قالت - فمرني بعمل أعمله وأنا جالسة، قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات..." إلخ.

وتكلم - رحمه الله - عن طرق أخرى للحديث عند ابن ماجه، والطبراني، ثم قال: وجملة القول أن الاعتماد في تقوية الحديث إنما هو الطريق الأول، والطرق الأخرى إن لم تزده قوة، فلن تؤثر فيه وهنًا. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني