الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قطع الصلاة تجنباً للوشاية

السؤال

بسم الله الرّحمن الرحيمعليكم سلام الله ورحمته وبركاته، وبعد: أنا من بلد مسلم وأعمل ضمن السلك الأمني، لهذا البلد، غير أن هذا السلك تشتد فيه الرقابة على الصلاة فأضطر لأداء هذا الفرض خفية، خشية الوشاية، لكن عندما أكون في واجب يتحتم علي اليقظة التامة أكون عرضة لزيارات مفاجئة من قبل أمرائي، أو للرد على الهاتف الموضوع على ذمتي، إذا كنت بصدد القيام بصلاة مكتوبة ورن الهاتف أو جائني أحد القادة، هل يجوز لي قطع الصلاة تجنبا لما قد ينتج من تبعات؟ العادة الشهرية لدى زوجتي تصير متقطّعة بعد الطهر لعدة أيام قد تتجاوز الأسبوع، هل يجوز لها العودة إلى أداء الصلاة أثناء هذه الفترة وهل يجوز لي مباشرتها. جزاكم الله خيراً.....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فما دام هذا النظام الذي تعمل معه يمنعك من الصلاة، ولا يمكنك أداؤها كما أمرك الله تعالى، فالواجب عليك ترك هذا العمل، والبحث عن عمل آخر تستطيع معه القيام بما أوجب الله تعالى عليك من الصلاة وغيرها، لاسيما وأن هذا العمل لا يخلو من ارتكاب محرم كالتجسس على المسلمين، وترك إنكار المنكرات الظاهرة كترك الصلاة وغير ذلك.
ولذلك يجب عليك إذا أردت المواصلة في هذا العمل مصارحة من تعمل معهم بالآتي:
1- أنه لا طاعة لهم عليك في معصية الله تعالى، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. رواه أحمد وصححه السيوطي وغيره.
2- أنك تقوم بالصلاة في وقتها، وكذا سائر ما أوجب الله تعالى عليك، وأنه لا يمكن تضييع ما أوجب الله لأجل القيام بما أوكلوه إليك من العمل، فإن وافقوا على بقائك في عملك بهذه الشروط فلا بأس، وإلا فلا يجوز أن تبيع دينك لأجل عرض من الدنيا يبدلك الله أضعافه وخيراً منه إذا اتقيت الله، وتركت هذا العمل لأجله سبحانه، وقمت بما أوجب عليك، وابتعدت عما حرم عليك لأن الله تعالى هو الرزاق ذو القوة المتين، وقد قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ [الطلاق:2- 3].
والخلاصة: أنه لا يجوز لك ترك الصلاة أو قطعها أو ترك واجب آخر أو فعل محرم لأجل العمل، وحفاظاً على البقاء في الوظيفة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني