الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الذكر بنية إشراك الغير في ثوابه

السؤال

هل يجوز عند ذكر الله أن تكون نيتي بذكر الله الأجر لي، ولجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فإن إشراك المسلم غيره - من حي، أو ميت - في ثواب ما يعمله، وإن كان جائزًا في قول جمع من الفقهاء، كما بيناه في الفتوى رقم: 126509 إلا أن الأفضل له، والمشروع في حقه أن يدعو للميت، وأن يجعل الأعمال الصالحة لنفسه، قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - عن إهداء ثواب العمل الصالح للغير: ولكن هذا ليس أمرًا مطلوبًا مستحبًا يطلب من الإنسان أن يفعله، بل الأفضل إذا كان يريد أن ينفع الميت أن يدعو له؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) فذكر النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء دون العمل، مع أن الحديث في سياق العمل، فدل هذا على أنه ليس من المشروع أن الإنسان يعمل أعمالًا صالحة، وينوي بها أحدًا من الأموات - سواء قريبًا أم بعيدًا - بل الأفضل له، والمشروع في حقه أن يدعو للميت، وأن يجعل الأعمال الصالحة لنفسه؛ لأنه هو بنفسه سوف يكون محتاجًا إلى هذه الأعمال الصالحة، فكيف يهديها لغيره؟! غيره حقه عليه أن يدعو له، كما جاء في الحديث، وأما أن يجعل له من أعماله شيئًا فهذا ليس بمشروع. اهــ.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني