الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يعتبر عمر بن عبد العزيز من الخلفاء الراشدين؟

السؤال

هل يعتبر عمر بن عبد العزيز من الخلفاء الراشدين، المذكورين في الحديث: عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء الراشدين، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا شك أن عمر بن عبد العزيز كان عنده من الفضل، والدين، والعلم، والخير.. ما هو معلوم، وقد سماه بعض العلماء الخليفة الخامس، ولكنه ليس من الخلفاء الراشدين المذكورين في الحديث المشار إليه.

جاء في شرح مقدمة سنن ابن ماجه لابن ماجة: ... وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وهل يكون في حكمهم من مشى على طريقتهم وجادتهم، ولم يحد عن الصواب كعمر بن عبد العزيز؟ فيقول جمع من أهل العلم: هو خامس الخلفاء الراشدين، أو يقتصر النص عليهم كما هو قول عامة أهل العلم أنهم لا يقاس عليهم غيرهم، فليس فعل أحد سنة متبعة، يعمل بها، إلا ما كان من هؤلاء الخلفاء الراشدين المهديين، وأولاهم بذلك، وأحراهم به أبو بكر وعمر، فقد جاء مما يخصهما: ((اقتدوا بالذين من بعدي)). اهـ.

وقال ابن عبد البر في التمهيد: وهم: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ فسماهم –النبي صلى الله عليه وسلم- خلفاء، وقال: الخلافة بعدي ثلاثون (سنة) ثم تكون إمْرَة، وملكا، وجبروتا، فتضمنت مدة الخلافة الأربعة المذكورين رضوان الله عليهم أجمعين. اهـ.

وقال البغوي في شرح السنة: وَهُمْ: أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، فَهَؤُلاءِ أَفْضَلُ النَّاسِ بَعْدَ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ. اهـ.

وقال ابن دقيق العيد في شرح الأربعين: "وسنة الخلفاء الراشدين المهديين" يعني الذين شملهم الهدى، وهم الأربعة بالإجماع: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعليّ رضي الله عنهم أجمعين. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني