الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسألة حول خلافة الحسن بن علي رضي الله عنهما

السؤال

شيخنا الحبيب إني أحبك في الله، وأسأل الله تعالى أن يسدد خطاك لما فيه خيرك وخير الأمة آمين... هل حقا أن خامس الخلفاء الراشدين هو الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن أبيه وليس كما هو شائع بين الناس أنه عمر بن عبد العزيز، وهل ورد نص عن الرسول صلى الله عليه وسلم حدث فيه بأن الخلافة الراشدة ستكون ثلاثين سنة بعده، وبذلك يكون آخر ستة أشهر في الثلاثين سنة هي فترة خلافة الحسن رضي الله عنه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

أحبك الله الذي أحببتنا لأجله ونسأله تعالى أن يتقبل منا ويجمعنا جميعاً في مستقر رحمته، وبعد:

فلا شك أن الحسن خليفة من الخلفاء الشرعيين لهذه الأمة وأنه المكمل لمدة الخلافة، يدل على ذلك ما رواه ابن حبان في صحيحه، وفي السيرة النبوية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً. كما رواه الطبراني وغيره، وصححه الألباني في صحيح الجامع.

فقد توفي النبي صلى الله عليه وسلم في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول سنة إحدى عشرة للهجرة، وتوفي علي -رضي الله عنه في السابع عشر من رمضان سنة أربعين وتولى الخلافة بعده الحسن رضي الله عنه من ذلك الوقت إلى الخامس والعشرين من ربيع الأول سنة 41 وتنازل عنها في هذا اليوم بعد التشاور مع أصحابه لصالح معاوية رضي الله عنه، فكانت مدة خلافته حوالي ستة أشهر هي المكملة لثلاثين سنة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.

ولعل الذي جعل الناس يلقبون عمر بن عبد العزيز رحمه الله بخامس الخلفاء الراشدين أنه جاء في وقت ابتعد الخلفاء فيه عن الهدي النبوي في الحكم وعن سيرة الخلفاء الراشدين، أو لعله لقلة فترة خلافة الحسن رضي الله عنه ولاضطراب أمرالمسلمين في تلك الفترة، وللمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 36833.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني