الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام إلقاء التحية على أهل الكفار

السؤال

معظم جيراني كفار، مع أني في بلد أغلبه مسلمون، وبعضهم يلقي التحية، مثل: صباح الخير، أو مساء الخير، أو ما شابهها، حين أمر به في الطريق، فهل أبقى صامتًا، ولا أرد عليهم؟ وهل يجوز أن أرد عليهم بمثل تحيتهم، ثم أسألهم عن حالهم؟ علمًا أنني أنوي - بإذن الله تعالى - إعطاءهم بعض المواد الدعوية عن الإسلام، فأرغب بتأليف قلوبهم، وربما أعطيتهم هدية مع الكتيب الدعوي إن جاز ذلك شرعًا، فماذا عن إلقاء التحية عليهم ابتداءً إن كانوا واقفين ومررت بهم؟ وأخيرًا لو أني دعوتهم للإسلام فلم يستجيبوا، فهل أتوقف عن تحيتهم وردها، أم أستمر في الإحسان إليهم؛ لعلهم يهتدون على يد غيري من بعدي - جزاكم الله تعالى خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما رد تحيتهم بمثل ما يحيونك به، كأن تقول له: صباح الخير، إذا قال لك: صباح الخير، فهذا جائز لا حرج فيه، كما لا بأس أن تبدأهم بالسؤال عن الحال، أو بغير تحية الإسلام، كقول: صباح الخير، ونحوه، لا سيما إذا كان ذلك لمصلحة تأليف قلوبهم، ودعوتهم إلى الإسلام.

قال أبو سعد المتولي الشافعيّ: لو أراد تحية ذميّ، فعلها بغير السلام، بأن يقول: هداك الله، أو أنعم الله صباحك، قال النوويّ: هذا الذي قاله أبو سعد لا بأس به، إذا احتاج إليه فيقول: صبحت بالخير، أو بالسعادة، أو بالعافية، أو صبحك الله بالسرور، أو بالسعادة والنعمة، أو بالمسرة، أو ما أشبه ذلك. انتهى.

ولا حرج في إهدائهم الكتيبات الدعوية، وغيرها بغرض تأليف قلوبهم، وترغيبهم في الإسلام.

ولا حرج أيضًا في الاستمرار في التعامل معهم بنحو ما ذكر، ولو فرض أنهم لم يستجيبوا لك، فإن معاملتهم بالحسنى قد تؤثر فيهم، ولو بعد حين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني