الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن يكون ثمة شؤم في الدار الجديدة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.أما بعد ...لا أدري يا أخي الكريم منذ أن رحلت إلى بيتي الجديد وهو في نفس البناية ولكن طابق آخر منذ أن رحلت إلى هذا البيت والمال الذي أكسبه بالحلال إن شاء الله لا يبقى في يدي ولكنه يذهب إلى حاله دون أن أستفيد منه هل هذا يعني أن مالي حرام إني أخشى هذا أعلموني ماذا يكون وكيف أستطيع أن أطرح فيه البركه؟وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فأنت أعلم بطرق كسبك للمال هل هي حلال أم حرام؟ لأنك وبما أنك لم تذكر لنا في سؤالك طرق الكسب التي تكتسب بها حتى نحكم عليها، فإننا نقول لك: إن مجرد ارتفاع البركة في المال، وضياعه بدون فائدة ملموسة لا يدل بالضرورة على أنه مكتسب من الحرام، بل قد يكون هناك سبب آخر لرفع البركة منه، ومن ذلك ما أشرت إليه في سؤالك وهو المسكن، لأنك لم تحس برفع البركة إلا منذ تحولك إليه، وقد روى أبو داود وغيره عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رجل: يا رسول الله، إنا كنا في دار كثير فيها عددنا، وكثير فيها أموالنا، فتحولنا إلى دار أخرى فقل فيها عددنا، وقلت فيها أموالنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذروها ذميمة" أي: اتركوها، وانتقلوا إلى غيرها.
قال القرافي في الفروق: ولا مانع من أن يجري الله تعالى عادته بجعل هذه الثلاثة (المسكن، والمركب، والزوجة) أحياناً سبباً للضرر، وإلى هذا ذهب مالك وابن قتيبة وبعض أهل الحديث.
ولكن لو صبرت على البقاء في هذه الدار، ودعوت الله تبارك وتعالى أن يضع البركة في مالك، وأنفقت منه في سبل الخير، فإنه لن يخيبك، بل سيخلف عليك خيراً عاجلاً أو آجلاً.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني