الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التعامل مع الأوراق المكتوب عليها باللغة العربية

السؤال

أصبت مؤخرًا بوسوسة بعد قراءتي أن بعض أهل العلم قالوا: إن الحروف لها حرمة مطلقًا، فهل قال أحد من أهل العلم ذلك؟ وهل معنى ذلك ألا نقوم برمي أي شيء مكتوب عليه في القمامة؟ وهل يجب عليّ إذا رأيت ورقة ملقاة في الطريق مكتوبًا عليها باللغة العربية أن أقوم برفعها عن الأرض؟ وإذا رأيت شيئًا مكتوبًا عليه باللغة العربية ملقى في الشارع، فهل يجب عليّ أن أتفقد المكتوب عليه؟ وبعض من يقومون بتوزيع الجرائد يضعونها على الأرض أمام المحلات، فما واجبي في هذه الحالة؟ وإذا كان لدي كتابان في أحدهما آيات قرآنية، أكثر من الآخر، فهل يجب عليّ أن أضعه فوق الآخر؟ وإذا وضعت كتبي فوق بعضها، فهل يجب أن أضع الكتب التي بها ذكر الله أكثر فوق الكتب الأخرى؟ وإذا كان لدي كتب دينية، أو مصاحف في غرفتي، فهل يجوز أن أضع الكتب الدراسية في نفس الغرفة، في مكان أعلى من الكتب الدينية، أو من المصاحف - جزكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعافيك، ويصرف عنك السوء، ويهديك لأرشد أمرك، فواضح من سؤالك أن الوسواس قد بلغ منك مبلغًا عظيمًا، وسبب ذلك هو استرسالك مع الوساوس، واستسلامك لها، وعدم مجاهدتك نفسك في تركها، والإعراض عنها، وقد بينا مرارًا وتكرارًا أن أفضل علاج للوساوس - بعد الاستعانة بالله - هو الإعراض عنها، وعدم الاكتراث بها، ولا الالتفات إلى شيء منها، وانظر الفتوى رقم: 51601، ورقم: 134196.

واعلم أن ما سوى أسماء الله تعالى، وكتابه، وأسماء الأنبياء، والملائكة، لا يجب احترامه، وإنما يستحب احترام جميع ما كتب بالحروف العربية لحرمتها، ومعنى حرمتها هو شرفها، كما قال الصاوي في حاشيته على شرح أقرب المسالك.

وما ذكرته من كثرة الأوراق المكتوبة بالحروف العربية على الأرض مما عمت به البلوى في هذا العصر، وعسر الاحتراز منه؛ ولذلك فينبغي أن تقوم بما لا مشقة عليك فيه من أمر هذه الأوراق، والجرائد، ونحوها، وإن علمت أنها تحتوي على معظم في الشرع، كاسم الله، والقرآن، وغيرهما، فعليك أن تصونها، وليس عليك أن تفتش في كل قصاصة ورق تقابلك؛ إذ لا يخفى ما في ذلك من المشقة، وللفائدة يرجى مراجعة هذه الفتوى: 112698.

وأما وضع الكتب المشتملة على آيات قرآنية بعضها على بعض، فلا حرج في ذلك، ولو كان بعضها أكثر من بعض في عدد الآيات.

وكذا لا حرج في وضع بعض الكتب العلمية في درج أعلى من درج آخر فيه الكتب الشرعية والمصاحف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني