الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدواء الشافي لمن لا يستطيع ترك مشاهدة المحرمات

السؤال

لقد تعبت!!
فعلا غير قادر على ترك مشاهدة الأفلام الإباحية، حاولت أكثر من مرة، ولكت للأسف أرجع مرة أخرى لمشاهدتها، وغير قادر على المقاومة. كل مرة أقول سأتوب ولن أكررها، وأرجع أيضا.
مشكلتي أني لا زلت طالبا، وللأسف أعيش بمفردي، وأهلي مسافرون، وأغلب الوقت أكون وحدي. لا أعرف ماذا أفعل !
وللعلم فأنا مواظب على الصلاة، وغالبا في جماعة في المسجد.
غير قادر على أن أترك هذا الذنب، وأتمنى أن أتوب منه نهائيا!!

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يتوب عليك، وأن يغفر ذنبك، ويطهر قلبك، ويحصن فرجك.
واعلم أن طاعة الله وذكره، وتلاوة القرآن، وغيره من الأعمال الصالحات، تجلب الخوف والخشية إلى القلب، فأكثر منها، واستعن بالله واصدق معه، والتجئ إليه حتى يقيك شر نفسك، وشر الشيطان. واقطع خطوات الشيطان من أولها.

واعمل بوصية ابن القيم حيث يقول: دافع الخطرة، فإن لم تفعل صارت فكرة. فدافع الفكرة، فإن لم تفعل صارت شهوة. فحاربها، فإن لم تفعل، صارت عزيمة وهمة، فإن لم تدافعها صارت فعلا، فإن لم تتداركه بضده صار عادة، فيصعب عليك الانتقال عنها. انتهى.

والظاهر أن فراغك وخلوتك لأوقات طويلة من الدواعي الأساسية إلى مشاهدتك للمحرمات، فننصحك بالتحرز من الانفراد بقدر الإمكان، وذكر نفسك دائما بالكلمات التالية، ولو بكتابتها بالقرب من جهاز مشاهدة الأفلام، وقلها لنفسك:
(يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ) {النساء:108}
(وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ) {يونس:61}

(الله أحق أن يستحيا منه).
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل * خلوت ولكن قل علي رقيب.
ولا تحسبن الله يغفل ساعة * ولا أن ما يخفى عليه يغيب.

وإذا خلـوت بريبة في ظـلـمـة والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني.

(اللّه معي، اللّه شاهدي، اللّه ناظر إليّ)

وقد سئل الجنيد: بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله أسبق من نظرك إليه.
وقال الحارث المحاسبي: المراقبة: علم القلب بقرب الرب، كلما قويت المعرفة بالله، قوي الحياء من قربه، ونظره. انتهى.
وتذكر يا أخي أن الموت يأتي بغتة، وخف على نفسك من سوء الخاتمة، فماذا لو قبض روحك وأنت تشاهد ما يغضب الله عز وجل؟

ثم استشعر ما أنت فيه من نعم الله عليك، ومنها نعمة الفراغ التي يقول عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ. رواه البخاري. وقد قال صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع .. ومنها: وعن شبابه فيما أبلاه، وعن عمره فيما أفناه. رواه الترمذي.
ولا ينبغي للشاب المسلم أن يوجد في حياته شيء اسمه الفراغ، بل ينبغي له أن يستغل أوقاته بما يعود عليه بالنفع في الدنيا والآخرة، ومن ذلك:
1-حفظ القرآن، وحضور حلقات التحفيظ.
2-حفظ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
3- طلب العلم الشرعي.
4-زيارة العلماء والصالحين والأخيار.
5-قراءة المجلات الإسلامية.
6-سماع المحاضرات والتسجيلات الإسلامية.
7-المشاركة في البرامج والأنشطة الدعوية، ومجالس العلم.
واتخذ رفقة صالحة من الشباب المتمسك بدين الله، فإنه أعظم معين بعد الله تعالى على الاستقامة على أمره؛ فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، فاعبد الله معهم، وتعاون معهم على الخير، وعلى طلب العلم النافع، وذلك أكبر صارف عما تجد في نفسك من رغبة في مطالعة الحرام.

وراجع لمزيد الفائدة الفتاوى أرقام: 10800، 156691، 27224، 6617، 68297
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني