الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من يستمع لأغاني موسيقية يذكر فيها ما هو معظم شرعا

السؤال

أعرف حكم الاستماع للموسيقى، والأغاني المشتملة على المعازف. ولكن بعض الأغاني تشتمل كلماتها على ذكر اسم الله تعالى، أو دعاء، أو ذكر النبي. وهذه الأغاني ليست مخصصة للذكر مثلا وإنما هي ما تسمى بالأغاني الرومانسية وما إلى ذلك.
فما حكم ذكر الله ورسوله في مثل هذه الأغاني، كما أنها تشتمل على موسيقى كذلك.
هل يعتبر هذا استهزاء وكفرا، مع العلم أنه يغلب على الظن أن من يغنيها لا يقصد الاستهزاء؟
وما حكم الجلوس في مكان توجد فيه هذه الأغاني مع أصدقائي للترويح عن النفس، وقد طلبت منهم قبل ذلك أن يوقفوا الأغاني، ولكن صاحب المكان رفض.
فهل جلوسي معهم أتحمل فيه وزر الاستهزاء، أو الكفر مع أني لا أرضى بهذا. فقد قرأت فتوى لابن عثيمين يقول فيما فهمته أن من جلس في مكان يكفر فيه بالله بدون ضرورة، فهو كافر ولو قال إنه ينكر بقلبه، فهو كاذب؛ لأنه لو أنكر بقلبه لترك هذا المكان الذي يجلس فيه بدون ضرورة.
وقرأت أيضا عن معاقبة عمر بن عبد العزيز لرجل كان يجلس مع من يشربون الخمر وهو لا يشرب معهم، فعاقبه ابن عبد العزيز بنفس عقوبة شاربي الخمر. وهذا أشكل علي في عدم تحمل الوزر مع وجود إنكار في القلب، كما قرأت في فتاوى أخرى. وأيضا تفسير قوله تعالى: (إنكم إذا مثلهم) بأنه مثلهم في تحمل الإثم، وليس مثلهم في الكفر إذا كان هناك إنكار من القلب.
أرجو توضيح ذلك.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد سبق لنا أن بينا بالأدلة تحريم الموسيقى في الفتوى رقم: 66001.
وذكرنا في الفتوى رقم: 153151 ، والفتوى رقم: 72002، والفتوى رقم: 0 أنه لا يجوز ذكر الله تعالى عند المعصية، وأن التلفظ باسم الجلالة، أو بما هو معظم شرعا في أغاني المغنين الماجنين، ومعازفهم، وما هم فيه من الخلاعة والمجون، والاختلاط، والتعري، محرم، ولكنه لا يحصل بشيء من هذا الكفر، ما لم يكن في نية الشخص استهزاء بالله.

وراجع في شأن الجلوس بمجلس فيه موسيقي فتوانا رقم:227725

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني