الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: لا تزوجوا النساء لحسنهن...وسبب ذكر: ولأمة سوداء

السؤال

ما صحة هذا الحديث، حيث إنني صراحة صعقت عندما سمعته: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزوجوا النساء لحسنهن، فعسى حسنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن فعسى أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن على الدين، ولأمة خرماء سوداء ذات دين أفضل؟.. وهل الرسول صلى الله عليه وسلم فعلا قال حتى لو كانت سوداء؟ وإن كان الحديث صحيحا فأرجو أن تقولوا لي ما المشكلة في السوداء وما الذي يعيبها، لأنني لا أعرف وأريد المعرفة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

أما الحديث: فلا يصح، فقد ضعفه الشيخ الألباني في السلسلة الضعيفة رقم: 1060 ـ وقال في كتابه: ضعيف سنن ابن ماجه: 409ـ ضعيف جدًّا.

وسبقه إلى تضعيفه البوصيري في مصباح الزجاجة بزوائد ابن ماجه ـ وقد سبقت الإشارة إلى وجه ضعفه في الفتوى رقم: 173989.

وليس في ذكر السواد في الحديث ما يعيب السوداء شرعا، وإنما أراد النبيّ صلى الله عليه وسلم ـ لو صح الخبر ـ أن يبين أن العبرة بالدين، فأبرز هذا المعنى من خلال المفاضلة بين امرأتين إحداهما ذات صفات نقص في نظر الناس كالرق وقطع الأنف وثقب الأذن والسواد لكنها ديّنة، والأخرى عكس ذلك، فليس في هذا إقرار لنظرة الناس الدون إلى السوداء, قال السندي في حاشيته على ابن ماجه: وَهَذَا مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَلَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ {البقرة: 221 }.

ويؤكد ذلك شرعا قوله صلى الله عليه وسلم: لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى، الناس من آدم، وآدم من تراب. رواه أحمد، وصححه الألباني لغيره، الصحيحة: 2700 .
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني