الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم دفع مال لتخفيف عقوبة قاتل ولده

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمالمشكلة هي أن لنا قريبة فتاة بكر زنت وحملت من هذه الفعلة وكانت بالشهر الثالث فقتلها أخوها انتقاما لشرفه ونتيجة لذلك دخل السجن وهنا يريد أهله توكيل محامي لتخفيف الحكم عنه على أن تكون أتعاب المحاماة مقسمة على العائلة فما حكم دفع المال للتخفيف عن هذا الشاب الذي ارتكب جريمتي قتل :أخته وجنينها هل يجوز أن ندفع لهم المال للتخفيف عن هذا الشاب فهي فتاة بكر حدها الجلد وليس القتل وما ارتكبه أخوها يعتبر جرما فهل من حق والد الشاب وإخوته الذين تأمروا على الفتاة "ابنتهم" وقتلوها بدافع محو العار أن يدفع باقي أفراد العائلة لهم المال للتخفيف عن هذا المجرم ؟ وجزاكم الله خيراً...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد ارتكب هذا القاتل جرمًا عظيمًا بقتله نفسًا حرمها الله عز وجل، قال الله سبحانه: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [النساء:93].
فعليه أن يتوب إلى الله عز وجل من ذنبه، وأما إعانته للتخفيف من عقوبته فأمر مرتب على علم الإصلاح منه بعد ذلك، فإن غلب على الظن أن هذه الإعانة يترتب عليها إصلاح جاز ذلك وندب إليه، لقول الله تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ [الشورى:40].
فندب سبحانه وتعالى إلى العفو المقرون بالإصلاح.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني