الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من تأتيه وساوس وشكوك في العقيدة

السؤال

عمرى 23 عاما، أمضيت منها 22.5 مسلم بدون إسلام، وعندي شكوك مدفونة في وجود الله، كانت ملهية بمشاغل الدنيا، لكن عندما أكرمني ربي ونبهني وفرغت من عبث الدنيا، وفقني الله، وآمنت به يقينا وآمنت برسوله وكتابه، والحمد لله أصلي وأجتهد، وأحاول أن أشغل نفسي بطاعة الله؛ لكي لا أنشغل بمعصيته، وأنا مؤمن بالله خوفا وطمعا، وليس حبا.
وأعلم أن حب الله شرط وحب رسوله، ومازلت أعمل على هذا، لكن تأتيني بعض الوساوس، لا تشككني في وجود الله، بل تأخذ عقلي لبعض التساؤلات لما هو بعد ذلك. ولدي بعض الأمثلة لا أريد ذكرها.
أرجوكم أفتوني ودلوني على كتب تناقش عقلي، وتقتل أي تساؤل في هذا العقل الضعيف وتهديني.
أعلم أن القرآن يكفيني، لكن صعب علي فهمه، وأخاف أن أموت، وأنا على شك، أو في قلبي كبر أو... أو... أو...
جزاكم الله كل خير، ورزقكم الجنة بما تعملون.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يغفر لك ذنبك، وأن يلهمك رشدك، وأن يقيك شر نفسك. وأن يوفقك لما يحب ويرضى.
وأما ما ذكرته عن حالك فإنه من أثر الوسوسة وليس شكا، فقد يطرأ في نفس الإنسان نوع وسوسة يظنه شكا، ولكنه ليس ذلك، بل يكون في داخله مصدقا مؤمنا، وعلامة ذلك كراهته لهذه الخواطر وخوفه ونفوره منها. وأما من تابع الوسوسة وتكلم بها ونشرها ووصل معها لدرجة الشك التي تزعزع أركان اليقين وتخالف التوحيد، فذاك الذي يخشى على إيمانه، وقد سبق لنا بيان ذلك في الفتويين: 59192، 7950.
وأما حب الله تعالى وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، فهو شرط في الإيمان لا يصح إلا به، وراجع في ذلك الفتويين: 112178، 121604. وراجع في كيفية استجلاب هذه المحبة ما أحيل عليه في الفتوى رقم: 130515.
وأما الكتب التي طلبتها فراجع فيها الفتويين: 134214، 203740.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني