الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من أفسد صيام التطوع بالأكل لظنه أن الله لن يقبله منه لإساءته إلى والده

السؤال

ما حكم شخص أراد أن يستر والده؛ لأنه كان يلبس ملابس غير لائقة أثناء وجود شخص، حيث أخذ يسرع في جذب والده داخل غرفته حتى يستره؛ لأن والده لا يستطيع أن يمشي بمفرده، وهو من يقوم بمساعدته في التحرك إلى أي مكان، وعندما أخذ يده وأسرع به ليدخله في غرفته أخذ يصيح ويقوم بسبه، فقام هذا الشخص بالحلف أنه لن يقوم على خدمة والده في هذا اليوم، وكان هذا الشخص صائما يوم الخميس نافلة، وعندما أغضب والده أحس أن الله غضب عليه لهذين الأمرين السيئين ـ الإسراع بوالده الذي قصد ستره، والقسم على عدم الخدمة ـ ظن أن الله لن يقبل منه صيام النافلة فقام بالفطر، أرجو التعليق على هذا الموقف.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالواجب على هذا الشخص التوبة من الإسراع المؤذي للوالد، وطلب السماح من والده، وكذلك من قسمه الذي هو من أشد الجفاء، حيث لا يجوز له أن يجفو أباه في شيء، ولا أن يقول له قولا يتأذى به، فعليه أن يندم، ويعزم عزما أكيدا على عدم العود لما فعل فيما بقي من العمر، وراجعي الفتوى رقم: 163833.

وكونه أراد بالإسراع خيراً، لا يمنعه من إلانة الكلام، وإذا علم الله من قلب العبد خيراً، غفر له ما قد يبدر منه، وانظري الفتوى رقم: 128909.

وقد بينا حكم الإفطار في صوم التطوع في الفتوى رقم: 79433.

ومع هذا، فكان الأولى أن يتوب، ويُكمل الصوم، لا أن يقطعه، وللفائدة انظري الفتوى رقم: 39587.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني