الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قراءة كتب أهل الكتاب...نظرة شرعية

السؤال

أسكن في الجزائر في ولاية تيزى وزو( بلاد القبائل) حيث التنصير بلغ حده فأبادلهم الكتب ويلحون أن أقرأ كتبهم فهل أفعل أم لا علما أني طالب علم وبماذا تنصحونني ؟ والسلام عليكم...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن قراءة كتب أهل الكتاب وخصوصًا دعاة التنصير والتهويد من قبل غير المتخصصين فيها خطر لا يخفى، فهي تقوم على إثارة الشبهات، والتلبيس، فلذلك لا ينصح بقراءتها لغير المتخصصين في رد باطلها، وقد أمر صلى الله عليه وسلم من سمع الدجال أن يبتعد عنه، وأخبر: إن الرجل قد يأتيه وهو مؤمن، ولكن لا يزال به الدجال حتى يفتنه. رواه أبو داود والحاكم:
فالبعد عن قراءة أمثال هذه الكتب أولى ولو كان الدافع هو الرد عليهم؛ إلا لعالم راسخ يعرف شبه القوم وكيفية ردها، وأنصحك بأن تكثف جهدًا مع أمثالك من الشباب الملتزمين في دعوة الناس وربطهم بالإسلام وكشف حجم المؤامرة التي تحاك لهم وإشعال الغيرة في صدورهم، وإن المسلم ليقف عند التأمل في جهود التنصير الواسعة، وجهود الدعوة الإسلامية المتواضعة موقف الأسى والألم، فعلى حين يقوم النصارى بجهد عظيم يهدفون من خلاله إلى إدخال الشعوب في الديانة النصرانية سواء الشعوب المسلمة أو الوثنية أو غيرها، يقف المسلمون - إلا من رحم الله - أمام هذا الخطر مكتوفي الأيدي، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولذا فنحن نناشد أهل الخير والهيئات الإسلامية القادرة أن يمدوا جميعًا يد العون المادي والدعوي لإخوانهم هناك، فجيوش المنصرين تستغل الظروف الاقتصادية الصعبة، فتفتن المسلم عن دينه، مقابل كسرة خبز أو شرطة طبيب، بل إن هدفها يتجاوز هذا الحد إلى العمل من أجل تنصير الشريط الصحراوي الفاصل بين شمال إفريقيا العربي المسلم وغرب إفريقيا الأسود المسلم، والممتد من شرق جمهورية النيجر إلى حدود مالي مع موريتانيا.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني