الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مشروعية اجتناب البحث في كتب الديانات الأخرى خوفا من الوقوع في الشبهات

السؤال

هل يجوز للمؤمن أن يخاف على إيمانه وعلى نفسه من الكفر باجتناب البحث عن الأديان الأخرى والقراءة عنها خوفاً من أن تبقى في نفسه؟ أم يعتبر شكا في إيمانه؟ أعلم أن لا دين أحسن من دين الإسلام ولا إله غير الله سبحانه.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا الخوف مشروع، وليس من التشكك في الدين بحال، وإنما هو خوف من بقاء بعض الشبهات في القلب، ولذلك لما ذكر الذهبي في السير قول بعض السلف: من سمع ببدعة فلا يحكها لجلسائه، لا يلقها في قلوبهم. اهـ

قال الإمام الذهبي عقبه: أكثر أئمة السلف على هذا التحذير، يرون أن القلوب ضعيفة، والشبه خطافة. اهـ

ولذلك، فعامة المسلمين الذين لم يتضلعوا من علوم الشريعة، لا يجوز لهم اقتناء كتب الديانات الأخرى، ولا الاطلاع على شبهاتهم، لعدم الفائدة لهم، وللخوف من التشويش عليهم، وانظري في ذلك الفتويين رقم: 14742، ورقم: 25615.

وليس هذا من الشك بحال، بل هو من حفظ الدين من أن يصل الإنسان إلى الشك ونحوه، ولذلك بوب اللالكائي رحمه الله: سياق ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في النهي عن مناظرة أهل البدع وجدالهم والمكالمة معهم والاستماع إلى أقوالهم المحدثة وآرائهم الخبيثة ـ ومما أورده، عن مجاهد, قال: قيل لابن عمر: إن نجدة يقول كذا وكذا ـ فجعل لا يسمع منه كراهية أن يقع في قلبه منه شيء. اهـ

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني