الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من تتعلق بأولاد الأنمي أكثر من الأولاد الحقيقيين

السؤال

أنا فتاة أحب أولاد الأنمي ولا أهتم بالأولاد الحقيقيين، ولا أعرف لماذا، هل في ذلك حرج؟ ولدي أسباب للبرود الجنسي، فهل أستطيع أن أحصل على أولاد أنمي في الجنة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنرجو أن تهوني الأمر على نفسك، فليس الأمر بالمقلق إلى هذه الدرجة، فربما كان التعلق بأولاد الأنمي والاهتمام بهم وسيلة إلى الاهتمام مستقبلا بالأولاد الحقيقيين إن شاء الله، فننصحك بالمبادرة إلى الزواج، وإن لم تكوني مخطوبة فلا تنتظري حتى يتقدم لك الخطاب، فإن المرأة يجوز لها الشرع البحث عن الأزواج بالاستعانة ببعض أقاربها أو صديقاتها وأزواجهن، بل ولا حرج شرعا على المرأة أن تعرض نفسها على من ترغب في أن يكون زوجا لها، مع مراعاة الضوابط الشرعية كالحشمة والأدب، وسبق لنا أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 18430 .

والبرود الجنسي ليس بمانع شرعا من الزواج، وربما يزول بعد وجوده وتشفى المرأة منه بإذن الله، فاستعيني بالدعاء والرقية الشرعية، ثم بطبيبة ثقة من الاختصاصيات في الطب النفسي.

ونوصيك بأن تجعلي الجنة همك، والحرص على العمل بعمل أهل الجنة، فإذا دخلت الجنة، فقد قال الله تعالى: لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ {ق:35}، وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يرويه عن ربه: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ذخراً، بله ما اطلعتم عليه. ثم قرأ: فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {السجدة:17}، ومعنى "بله": دع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني