الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

توبة من تسبب في مشاهدة مقاطع مرئية محرمة

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة ‏والسلام على رسول الله محمد بن ‏عبد لله، وعلى آله، وصحبه أجمعين.‏
‏ إذا شاهد المسلم فيلما، أو مقطع ‏فيديو إباحي. فهل يتحمل إثم من ‏يشاهده من بعده، بحكم أن عدد ‏المشاهدين يتزايد؟
وإذا كان كذلك، ‏أي عليه وزر ذلك، تم تاب إلى الله ‏عز وجل. فهل يعفو الله عنه، ويغفر ‏له، ولا يكتب عليه ذنب أي أحد من ‏بعد إذا شاهد ذلك، بناء على الفيلم ‏أو المقاطع التي شاهدها من قبل؟
‏أفيدونا جزاكم الله خيرا. ‏
لا تنسونا من الدعاء حفظكم الله.‏

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فمشاهدة هذه القبائح محرمة، كما بينا بالفتوى رقم: 76130، وراجع الفتوى رقم: 15463.

وإذا تسبب في مشاهدة غيره له، بكونه كثر عدد المشاهدين؛ فإنه يكون قد شاركهم الوزر، وهو ذنب يبقى أثره، وقد بينا مراراً أن من شارك في ذنب يبقى أثره، ثم ندم وتاب، فإنه يكفيه مع تحقيق التوبة أن يسعى بقدر طاقته في إزالة آثار ذنوبه، ولا يكلف الله نفسا إلا وسعها، وقد نص العلماء على أن من تاب من ذنب بعد أن تعاطى سببه، فقد أتى بما هو واجب عليه، وإن بقي أثره. وراجع في ذلك الفتوى رقم: 142149.

وعلى هذا، فمن توبة هذا الشخص أن يقلل أثر هذا الذنب ما استطاع، كأن يكتب تعليقاً على هذا المشهد يأمر فيه الناس بتقوى الله، وأنه لا يجوز النظر إلى هذا المنكر، ونحو ذلك، ونرجو له مع صدق التوبة العفو، وعدم المؤاخذة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني