الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من عليه ديون ولا يعرف مقدارها ولا الوصول إلى أصحابها

السؤال

أنا شاب سوري الجنسية، وقد خرجت من سوريا أنا وزوجتي هربا من الحرب والفتن.
كنت أعمل هناك وكان علي ديون كثيرة، ربما لا أعرف كثيرا منها، فلم أسجل مقدارها، ولا أسماء جميع الناس الذين يريدون مني نقودا، ولا أظن أني أستطيع معرفة مكانهم الآن، أو كيفية الوصول إليهم، فمنهم من هرب إلى دول أخرى، ومنهم من قتل أو استشهد.
السؤال هو: كيف أبرئ ذمتي؟ وخصوصا أنني لا أعمل الآن، ولا يوجد لدي مال، وحتى لو وُجد المال لا أعرف كيف أوصله للدائنين؟.
والله لقد أرقني هذا الموضوع خصوصا أنني ـ والحمد لله ـ التزمت بديني بعد أن كنت مهملا ولا أصلي.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنيئا لك بما أنعم الله به عليك من الهداية والالتزام بدينه الحنيف، ونسأله سبحانه أن يصلح حالك وحال بلادك وسائر بلاد المسلمين.
ونفيدك بأن الواجب عليك الآن أن تتحرى مقادير ما عليك من ديون بقدر استطاعتك، فتجتهد لتوصل ما استطعت منها إلى أصحابها أو إلى ورثتهم إن كانوا قد توفوا، وأما من جهلته منهم أو يئست من إيصال المال إليه أو إلى ورثته، فعليك أن تتصدق بها عنه، وانظر الفتوى رقم: 199879، وما أحيل عليه فيها.
وإذا كنت لا تستطيع سداد تلك الديون الآن، فإنها تظل ثابتة في ذمتك إلى أن تخرجها أو يسامحك أصحابها، ويجوز لك في هذه الحالة أن تأخذ من الزكاة ما تقضي به ديونك، وانظر الفتوى رقم: 127378.
وحيث كنت صادقا في نية قضاء ديونك، فإنا نبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: من أخذ أموال الناس يريد أداءها أداها الله عنه، ومن أخذها يريد إتلافها أتلفه الله عز وجل. رواه أحمد وغيره.

وننصحك بأن تكثر من الأدعية المأثورة في قضاء الدين، وقد بينا طرفا منها في الفتوى رقم: 47551.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني