الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المبادرة بالزواج لا تمنع من حسن اختيار الزوجة

السؤال

أنا شاب مضى من عمري 21 سنة، انتقلت إلى إحدى البلاد الأوروبية لإكمال دراستي، بعد تعذر إكمالها في بلدي بسبب الأوضاع الأمنية المتردية.
الحمد لله بدأت الدراسة في الجامعة منذ فترة وجيزة، ولكن الفتن كبيرة، نساء كاسيات عاريات، الفاحشة يتم عرضها والترغيب بها في كل مكان، العلاقات الخليعة بين الطلاب والطالبات وغيره الكثير، كل هذا يجعلني لا آمن على نفسي الفتن.
أحاول أن أبتعد بنفسي عن هذا كله، وأركز على دراستي ولكن الشهوة كبيرة، لا أستطيع صرفها إلا بممارسة العادة السرية، حاولت مراراً وتكراراً التخلص منها، بذلت كل ما بوسعي، طرقت أكثر الطرق، قرأت الكثير، ولكني لا ألبث أن أهجرها لعدة أسابيع حتى تبدأ نفسي بتزيين طرق الفاحشة، من إنشاء علاقات مع الفتيات في الجامعة، أو الذهاب إلى بيوت البغاء أو ما إلى ذلك! فأقع في مستنقع الشهوة، وأعود إليها مجدداً!
أعلم أن الحل هو الزواج، ولكن طريقه ليس بالسهل، وعند طرحي الفكرة على والديَّ، قالا: إنه مسؤولية كبيرة، ويجب التأني في الاختيار للشخص المناسب، وعدم التسرع، ولكنهما لا يعلمان شيئاً مما أعانيه.
اولا: هل الإسراع في الزواج من أي فتاة مسلمة بنية التحصن والابتعاد عن الحرام خير؟ أم التأني في اختيار زوجة العمر وشريكة الحياة لنقيم أسرة مسلمة على القرآن والسنة حتى لو استغرق هذا وقتا أطول بسبب قلة الفتيات الملتزمات؟
ثانيا: إذا لم يرزقني الله زوجة، ما سبيل الخروج من الشهوات إلى رضوان الله؟.
جزاكم الله عني خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالحرص على اختيار الزوجة الصالحة والتأني في ذلك وعدم التعجل مطلوب بلا ريب، لأنّ الزواج عقد عمر يدوم الضرر فيه، لكن إذا كنت تخشى على نفسك الوقوع في الحرام، فالواجب عليك المبادرة بالزواج، ولا يحل لك تأخيره مع القدرة عليه، قال البهوتي الحنبلي (رحمه الله) : وَيَجِبُ النِّكَاحُ بِنَذْرٍ وَعَلَى مَنْ يَخَافُ بِتَرْكِهِ زِنًا وَقَدَرَ عَلَى نِكَاحِ حُرَّةٍ وَلَوْ كَانَ خَوْفُهُ ذَلِكَ ظَنًّا؛ لِأَنَّهُ يَلْزَمُهُ إعْفَافُ نَفْسِهِ وَصَرْفِهَا عَنْ الْحَرَامِ, وَطَرِيقُهُ النِّكَاحِ. شرح منتهى الإرادات - (2 / 622)
والمبادرة بالزواج لا تمنع من إحسان اختيار الزوجة والتثبت والاحتياط قبل العقد عليها، ومن أخذ بالأسباب المشروعة وتوكّل على الله، فهو حري أن يوفق بإذن الله.
وإلى أن يتيسر لك الزواج، فإنّ عليك أن تستعفّ، وليس طريق الاستعفاف بفعل الاستمناء المحرم، وإنما طريق الاستعفاف بكثرة الصوم مع حفظ السمع والبصر عن الحرام، مع الاعتصام بالله، والاستعانة به، والبعد عن مواطن الفتن، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، وراجع الفتوى رقم: 23231.
وننبه إلى أنّ الدراسة في الجامعات والمدارس المختلطة باب عظيم من أبواب الفتن، كما أن الإقامة في بلاد الكفار تنطوي على كثير من المخاطر على الدين والأخلاق، وراجع الفتوى رقم: 2007.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني