الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدخل الأم في كل شؤون ولدها.. المشكلة والعلاج

السؤال

أنا أصبحت لا أعرف كيف أتعامل مع أمي، فهي تريد التدخل في كل شيء في حياتي. أنا عندي 21 سنة، سأتخرج من الجامعة في خلال عامين -إن شاء الله-. أمي أصبحت مصدر هم، لا راحة بال، وكل شيء عندها بالمشاجرة، حتى في موعد حلاقة شعر رأسي! إن لم أنفذ كلامها تدعو علي: "منك لله، منك لله". كرهت المنزل بسببها، دائما تدخل في حياتي الشخصية لتفرض رأيها، وإن لم أفعل فأنا عاق، وتهددني بأن تدعو علي لأسقط!
لا أعرف كيف التعامل معها؟ لقد أصبحت أمي مصدر ألم لا راحة!

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن غير المستحسن ما ذكر من تدخل الأم في كل شيء في حياة ولدها، فإن ذلك له آثاره السيئة على نشأته ومستقبله، كما يذكر علماء التربية.

ولكن كما هو معلوم أن الغالب في الأم الشفقة على ولدها، وبسبب هذه الشفقة تحرص على معرفة كل شيء يتعلق به، وتوجيهه إلى ما يفعل، ومن هنا ينبغي للولد أن يلتمس لها العذر. وهو وإن كان لا يجب عليه طاعتها في كل ما تأمر به كما هو مبين في الفتوى رقم: 76303، إلا أنه مهما أمكنه طاعتها فيما ليس فيه معصية لله تعالى فليفعل، حرصًا على برها، وكسب رضاها، ففي رضا الوالدين رضا الله تعالى، والأم باب إلى الجنة، وراجع الفتوى رقم: 73140.

ولا مؤاخذة على الولد في كره التصرفات المشينة التي قد تصدر من أمه، ولكن يجب عليه الحذر من أي تصرف سيء تجاهها - صغر أم كبر - قد يوقعه في العقوق، وسخط الرب تعالى، وانظر الفتوى رقم: 109479. وقد يسخطها فتدعو عليه فيستجاب لها، فقد ذكر أهل العلم أن دعوة الوالد قد تستجاب ولو لم تكن بوجه حق، فراجع الفتوى رقم: 70101. فاصبر على أمك، وادع لها بخير أن يرزقها ربها رشدها.

وإن كانت قد صارت مصدر ألم لك لا راحة، فقد كنت لها كذلك حين حملتك في بطنها، وتعبت وسهرت من أجلك، وكنت مصدر ألم لها حين رعتك صغيرًا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني