الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْحَدِيدِ كُتِبَ مِنَ...

السؤال

هل يصح ما يقال عن فضائل سورة الحديد؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد جاء في بعض كتب التفسير كتفسير الثعلبي والواحدي والزمخشري والبيضاوي حديثٌ في فضل سورة الحديد، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ... وَمَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْحَدِيدِ كُتِبَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ، وهو جزء من حديث موضوعٍ كَذِبٍ مُفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وضعه بعض الدجالين ليرغبوا الناس في قراءة القرآن! قال العجلوني في كتابه كشف الخفاء: ومن الأحاديث الموضوعة أحاديث وضعها بعض الزنادقة أو جهلة المتصوفة في فضائل السور إلا ما استثني، ولا يغتر بذكر الواحدي والثعلبي والزمخشري والبيضاوي لها في تفاسيرهم، كما نبه على ذلك الحفاظ، كما أشار إلى ذلك بقوله الحافظ العراقي:
وكلُّ مَن أَوْدَعَهُ كتابَه كالواحدي مخطئٌ صوابه
وقال السيوطي في التدريب شرح التقريب: ومن الموضوع الحديث المروي عن أبي بن كعب مرفوعًا في القرآن سورة سورة من أوله إلى آخره، فرُوِّينا عن المؤمِّل بن إسماعيل قال: حدثني شيخ به، فقلت للشيخ: من حدثك؟ فقال: حدثني شيخ بالمدائن وهو حي فصرت إليه: فقلت: من حدثك؟ فقال: حدثني شيخ بواسط وهو حي، فصرت إليه، فقال حدثني شيخ بالبصرة فصرت إليه، فقال: حدثني شيخ بعبادان فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتًا فإذا فيه قوم من المتصوفة ومعهم شيخ، فقال هذا الشيخ: حَدَثَني، فقلت: يا شيخ من حَدَّثَك؟ فقال: لم يحدثني أحد، ولكنا رأينا الناس قد رغبوا عن القرآن، فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن، قلت: ولم أقف على تسمية هذا الشيخ... وقد أخطأ مَن ذكره من المفسرين في تفسيره كالثعلبي والواحدي والزمخشري والبيضاوي ا.هـ. باختصار.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني