الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفردوس الأعلى لا يختص بالشهداء

السؤال

هل شهداء الآخرة فقط في الفردوس الأعلى؟ وهل هناك اختلاف بينهم؟ وهل الذي يموت حرقا أفضل من الذي يموت غرقا وهكذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد ينال غير الشهداء الفردوس الأعلى كما قد يناله الشهداء، وإنما يناله من أراد الله كرامته، سواء عُدَّ من شهداء الآخرة أو لا، ففي الطبراني وابن حبان من حديث أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال: إذا سألتم الله فسلوه الفردوس الأعلى.

قال ابن بطال رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس الأعلى ـ خطاب لجميع أمته يدخل فيه المجاهدون وغيرهم، فدل ذلك أنه قد يعطي الله لمن لم يجاهد قريبًا من درجة المجاهد، لأن الفردوس إذا كان أعلى الجنة ولا درجة فوقه، وقد أمر صلى الله عليه وسلم جميع أمته بطلب الفردوس من الله، دل أن من بوأه الفردوس وإن لم يجاهد، فقد تقارب درجته من درجات المجاهد في العلو، وإن اختلفت الدرجات في الكثرة، والله يؤتي فضله من يشاء. انتهى.

وأما تفاوت شهداء الآخرة في المنازل: فأمر غير منكور، وذلك بحسب تفاضل أعمالهم وما نزل بهم من البلاء وصبرهم عليه وهكذا، قال ابن عبد البر: بعض الشهداء أفضل من بعض، وكلهم يسمى شهيدا. انتهى.

والله تعالى لا يظلم عبدا مثقال ذرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني